وأمرت المحكمة حكومة بنيامين نتنياهو، بشرح "لماذا لا ينبغي لها اتخاذ خطوات لضمان تزويد السجناء الأمنيين بالطعام، الذي يتيح لهم الظروف الأساسية للوجود؟".
جاء ذلك في أعقاب التماس تم تقديمه ضد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، وكذلك القائم بأعمال رئيس مصلحة السجون الإسرائيلية، بشأن هذه القضية، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وقدم الالتماس كل من جمعية "حقوق المواطن في إسرائيل" ومنظمة "جيشا"، في شهر نيسان/ أبريل الماضي، والذي يتضمن شهادات السجناء والمعتقلين الأمنيين، بأن مصلحة السجون "تطبق سياسة تجويع السجناء والمعتقلين الفلسطينيين"، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وذكر الالتماس: "لقد شهد السجناء المفرج عنهم مؤخرا أنهم يعانون من جوع مستمر وشديد وجودة طعام رديئة للغاية".
كما قدمت جمعية حقوق المواطن و"جيشا" في التماسهما، شهادة من سجين مصاب بداء السكري، يُزعم أنه تناول معجون أسنان لرفع مستوى السكر في دمه، وكذلك من سجناء "فقدوا عشرات الكيلوغرامات من وزنهم في الأشهر الأخيرة".
ويطالب الالتماس بتزويد السجناء الأمنيين "بالطعام بالكمية والتركيبة المناسبة للحفاظ على صحتهم، والمماثلة لتلك المقدمة للسجناء الآخرين".
وردا على ذلك، اتهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، المحكمة العليا الإسرائيلية بالعمل "كدرع للإرهابيين، الذين ذبحوا واغتصبوا وأحرقوا واختطفوا أبناءنا وبناتنا بقسوة نازية"، بحسب قوله.
وأصر الوزير اليميني المتطرف عبر منصة "إكس"، على أن "مصلحة السجون الإسرائيلية تفي بالقانون، وتعطي الحد الأدنى الضروري وفقا للقانون، وليس غراما واحدا أكثر".
وأضاف: "انتهى في عهدي عصر الحفلات، وتقديم المربى ولحم الضأن، ولن تكون سجون الإرهابيين فنادق بعد الآن".
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"، وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 45 ألف قتيل وأكثر من 106 آلاف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال أكثر من 10 آلاف شخص مفقودا.
وتعاني كافة مناطق قطاع غزة أزمة كبيرة في المياه والغذاء، جراء تدمير الجيش الإسرائيلي للبنى التحتية وخطوط ومحطات تحلية المياه، فيما حذرت الأمم المتحدة من تداعيات أزمة الجوع التي يتخبط فيها سكان غزة مع استمرار الحرب بين حركة حماس وإسرائيل.