ففعالية الأشجار في التبريد تختلف بشكل كبير بناءً على المناخ والموقع والأنواع، بل إنها تسهم أحيانًا في ارتفاع درجة الحرارة ليلاً.
وتؤكد الدراسة التي أجراها علماء من جامعة كامبريدج، على أهمية التخطيط الاستراتيجي عند دمج الأشجار في المناظر الطبيعية الحضرية لمكافحة الإجهاد الحراري بشكل فعال.
وأوضح إبراهيم ثياو، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر: "على عكس الجفاف، هي فترات مؤقتة من انخفاض هطول الأمطار، فإن الجفاف يمثل تحولاً دائماً لا هوادة فيه. تنتهي موجات الجفاف. ولكن عندما يصبح مناخ منطقة ما أكثر جفافاً، تفقد القدرة على العودة إلى الظروف السابقة. ولن تعود المناخات الأكثر جفافاً التي تؤثر الآن على أراض شاسعة في جميع أنحاء العالم إلى ما كانت عليه، وهذا التغيير يعيد تعريف الحياة على الأرض".
وفي التحليل الأكثر شمولاً من نوعه، فحص الباحثون 182 دراسة عبر 110 مدن عالمية، واكتشفوا أنه في حين يمكن للأشجار أن تبرد درجات حرارة الهواء عند مستوى المشاة بما يصل إلى 12 درجة مئوية خلال النهار، فإن فعاليتها تتفاوت بشكل كبير.
ووجدت الدراسة أن الأشجار خفضت درجات الحرارة الشهرية القصوى إلى أقل من 26 درجة مئوية في 83% من التي خضعت للدراسة، وهو ما يلبي عتبات الراحة الحرارية الحرجة.
وكشف البحث الذي قادته الدكتورة رونيتا باردان من جامعة كامبريدج عن اختلافات إقليمية مذهلة. ففي مناخات السافانا الاستوائية، حققت الأشجار أقصى تبريد بلغ 12 درجة مئوية خلال النهار، لكنها قد ترفع درجة حرارة المدن بمقدار 0.8 درجة مئوية في الليل. وشهدت المناطق القاحلة تأثيرات تبريد بلغت 9.3 درجة مئوية، في حين شهدت مناطق الغابات المطيرة الاستوائية تبريدًا أكثر تواضعًا بلغ نحو 2 درجة مئوية بسبب مستويات الرطوبة الأعلى.
عامل المناخ
وتظهر فعالية الأشجار الحضرية تباينًا ملحوظًا عبر المناطق المناخية. ففي المناطق المعتدلة، يمكن للأشجار خفض درجات الحرارة بما يصل إلى 6 درجات مئوية خلال النهار، على الرغم من أنها قد تسهم في ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية في الليل.
وبحسب مجلة "nature" العلمية، فإن الدراسة وجدت أن الجمع بين أنواع مختلفة من الأشجار يوفر تبريدًا مثاليًا في معظم المناخات، حيث يوفر الاستخدام المختلط للأشجار المتساقطة الخضرة تبريدًا أكثر بمقدار 0.5 درجة مئوية مقارنة بالنهج أحادي النوع.
وأشارت الدكتورة باردان إلى أن "دراستنا تقدم إرشادات خضراء محددة السياق لمخططي المدن لتسخير تبريد الأشجار بشكل أكثر فعالية في مواجهة الانحباس الحراري العالمي".