نشأت معتقدات الأرض المسطحة في القرن التاسع عشر كمضاد للإجماع العلمي، غالبًا ما تدعمها قناعات دينية معينة أو تتوافق مع القيم السياسية في عدم الثقة المشتركة في الأبحاث العلمية.
وفي ختام مفاجئ لمشروع أطلق عليه اسم "التجربة النهائية"، غيّر العديد من المؤمنين المعروفين بفكرة الأرض غير الكروية رأيهم.
وذلك من خلال رحلة إلى معسكر "يونيون غلاسير"، وهو منشأة خاصة كاملة الخدمات على بعد 1138 كيلومترًا فقط من القطب الجنوبي، لمعرفة ما إذا كانت التقارير عن عدم غروب الشمس هي اختلاقات لفكرة الأرض المسطحة، أو ملاحظات صادقة للفيزياء الكوكبية.
فبالنسبة لهم، لا تزال الظواهر مثل تغيير موضع الشمس، أو الاختلافات في ارتفاعات الأجسام أثناء سفرنا نحو الأفق، بحاجة إلى أن تكون منطقية إذا كانت الأرض فطيرة ضخمة محاطة بالصقيع القطبي الجنوبي.
أما التفسيرات العلمية لتحولات الشمس الموسمية واضحة نسبيًا، حيث يقع كل قطب على طرفين متقابلين من الكرة الأرضية، وتشهد فترات متناوبة من ضوء الشمس المتواصل أو الليل اللامتناهي بينما تكمل الأرض دوراتها حول النظام الشمسي.
قال جيران كامبانيلا، وهو من أصحاب نظرية الأرض المسطحة البارزين الذي انضم إلى رحلة مدفوعة التكاليف إلى القارة القطبية الجنوبية لرؤية الأرض وهي تدور حول الشمس: "كنت أعتقد أنه لا توجد شمس على مدار 24 ساعة، في الواقع كنت متأكدًا تمامًا من ذلك".
وبالنسبة لبعض أنصار الأرض المسطحة، لا يمكن التوفيق بين وجود الشمس في منتصف الليل في القارة القطبية الجنوبية، ووجود ضوء الشمس على الجهة المقابلة من الأرض.
ووفقا للعلماء، فإن مشاهدة الشمس وهي تلوح في الأفق شخصيًا قد توضح أي مزاعم حول وجود مؤامرة، رغم أنها قد لا تكون كافية بالضرورة لإقناع "فريق الأرض المسطحة".
وقد اعترف أوستن ويتسيت، الذي يدافع عن نظرية الأرض المسطحة، بتواضع بأن الشمس "تفعل ما قالوا إنها ستفعله، بكل وضوح". ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بتبني وجهة نظر جديدة للعالم، فهو بعيد كل البعد عن الاقتناع. وقال: "لا أعتقد أنها تزيف فكرة الأرض المسطحة، ولا أعتقد أنها تثبت وجود كرة، أعتقد أنها نقطة بيانات مفردة".
وبحسب المقالة المنشورة في مجلة "ساينس أليرت" العلمية، فإن المؤمنين بنظرية الأرض المسطحة تخلوا عند اعتقاداتهم بعد رحلتهم إلى القطب الجنوبي ورؤيتهم للشمس من هناك، ومشاهدتهم للأرض وهي تدور حولها.