وتناول خامنئي، في كلمة ألقاها خلال لقاء مع الآلاف من أهالي مدينة قم، بمناسبة ذكرى "انتفاضة 19 دي"، اليوم الأربعاء، تساؤلات البعض حول تواصل إيران مع الأوروبيين ورفضها التفاوض مع الولايات المتحدة، قائلًا: "لقد سيطرت أمريكا على إيران في الماضي، لكن شعبنا استعاد سيادته من قبضتها، لهذا السبب تحمل الولايات المتحدة حقدًا كبيرًا على إيران، حقدًا يمكن وصفه بحقد البعير الذي لا يزول بسهولة. أمريكا فشلت في إيران وتحاول اليوم تعويض هذا الفشل بشتى الوسائل".
وأضاف خامنئي: "أخطأ الأمريكيون في حساباتهم تجاه إيران خلال العقود الماضية"، موجهًا حديثه لمن يشعرون بالقلق من السياسات الأمريكية في الداخل الإيراني، بالقول: "لا تدعوا أنفسكم تتأثر بتهديداتهم، فقد أثبتت التجربة أن قوتهم ليست كما يدعون".
وتطرق خامنئي إلى ما أسماه "العمل الناعم للعدو"، مشيرًا إلى أن الهدف منه هو "خلق مسافة بين الواقع وتصوّر الرأي العام"، داعيًا الأجهزة الدعائية والإعلامية والثقافية الإيرانية إلى تكثيف جهودها لـ"منع تأثير هذه الدعاية على المجتمع الإيراني".
وأضاف حامنئي: "إيران كانت، خلال فترة حكم الشاه حصنًا منيعًا للمصالح الأمريكية، لكن الثورة الإسلامية قلبت الموازين وأعادت السيادة للشعب الإيراني، ما جعل الولايات المتحدة تواصل سعيها لإعادة نفوذها بأي طريقة ممكنة".
ويأتي تصريح خامنئي، في سياق احتدام التوترات الإقليمية بين إيران وإسرائيل، حيث تعتبر طهران نفسها "داعمًا رئيسيًا للمقاومة في المنطقة".
وتاريخيًا، قدمت إيران دعمًا ماليًا وعسكريًا للفصائل الفلسطينية مثل "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وكذلك لـ"حزب الله" في لبنان، ما أدى إلى تصاعد التوتر مع إسرائيل التي ترى في هذا الدعم "تهديدًا مباشرًا" لأمنها.
وعلى الصعيد الدولي، تخوض إيران مواجهات سياسية مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بشأن برنامجها النووي ودورها الإقليمي، حيث ترفض طهران التفاوض المباشر مع واشنطن، بسبب ما تصفه بسياسات الهيمنة الأمريكية.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، قد فرضت عقوبات اقتصادية صارمة على إيران، بعد انسحاب واشنطن عام 2018، من الاتفاق النووي من جانب واحد، ما أدى إلى زيادة التوترات بين البلدين.