واعتبر الباحث باولو رافون، وهو محلل استراتيجي ومدير مؤسسة "سي آي بي آي" في بروكسل، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، أن "نظام زيلسنسكي يواجه نتائج وهمية على الأرض واستياء داخليا متزايدا من قيادته السياسية والعسكرية. يقترب الوقت لسؤال زيلينسكي عن نهاية الحرب".
وأضاف الخبير: "في هذا السياق، يزيد زيلينسكي من توسلاته إلى العواصم الغربية التي تشكك فيه ونظامه ونهاية الحرب بشكل متزايد. لذلك، وإدراكًا منه أنه لا يمكنه عكس الوضع العسكري على الأرض، يستخدم نظام زيلينسكي بشكل متزايد تكتيكات حربية غير تقليدية، بما في ذلك الهجمات الإرهابية داخل روسيا. وأحدث هذه التكتيكات غير التقليدية هو الإرهاب في مجال الطاقة باستخدام ضربة بطائرة من دون طيار على محطة ضغط (اليتار التركي)".
وبين الباحث أن "يأس زيلينسكي يدفعه إلى التصرف بشكل غير عقلاني في محاولة لدفع مؤيديه الأوروبيين إلى مستنقع هزيمته السياسية والعسكرية. تشير الحقائق إلى أن خط التماس لعام 2014 لم يتحرك بالكاد نحو 30 كيلومترًا. الوضع متوقف مع عيب واضح لأوكرانيا".
ووصف وزير الخارجية المجري، بيتر سيارتو، أن هجوم كييف على محطة الضخ، لخط أنابيب الغاز السيل التركي، يجب اعتباره هجومًا على سيادة الدول المتلقية للغاز.
وبدوره،
أكد الخبير السياسي الأوروبي، ماركو مارسيلي، أن محاولة نظام كييف استهداف محطة ضخ "التيار التركي" هو إرهاب في مجال الطاقة، وينتهك القانون الدولي ويهدف إلى ابتزاز الدول الأوروبية.
وأضاف: "إن محاولة تعطيل تدفق الطاقة الحيوي هذا لا تشكل هجوما على البنية الأساسية لروسيا فحسب، بل إنها أيضا محاولة لابتزاز الدول الأوروبية، مما يعرض أمنها في مجال الطاقة للخطر".
وكتب وزير الخارجية المجري على شبكة التواصل الاجتماعي: "إن أمن إمدادات الطاقة، هو مسألة سيادة، وبالتالي فإن كل عمل يهدد أمن إمدادات الطاقة لدينا، يجب اعتباره هجومًا على السيادة".
وشدد سيارتو على أن إمدادات الغاز إلى المجر وأوروبا الوسطى مستحيلة، من دون خط أنابيب الغاز "السيل التركي"، الذي "يعمل بشكل موثوق لسنوات عديدة، ويمتثل كل من الموردين ودول العبور للالتزامات التعاقدية ويتصرفون بشكل موثوق".
وأضاف الوزير: "نتوقع أن يتم ضمان سلامة وفعالية طريق الإمداد هذا من قبل الجميع".
وتعيد هذه الحادثة على الأذهان قصة تفجير خطي "التيار الشمالي" الأول والثاني، التي حدثت بتاريخ 26 سبتمبر/ أيلول 2022، التي حاول نظام كييف التنصل منها، لكن الدلائل جميعها وخيوط الاتهام تتشابك وتلتقي لتؤكد أن هذا النظام يقف خلفها.
وقبل عامين، تداولت وسائل الإعلام فكرة تزعم وقوف روسيا نفسها وراء التفجيرات، والتي، بحسب السياسي، "خالية من أي معنى".
وجرت محاولة إسكات التحقيق الذي أجراه الصحفي الأمريكي سيمور هيرش، الذي قال إن الولايات المتحدة ودولا أخرى، بما في ذلك النرويج وبولندا والمملكة المتحدة، هي المسؤولة عن التفجيرات.
وقال "فيليبو" لوكالة "سبوتنيك": "لقد أحدثت ضجة، لكن حاولوا إخفاء التحقيق وتشويه سمعته. لكن الكلمة كانت قد قيلت بالفعل: كان لدينا أول مصدر موثوق به، معلومات من شخص معروف. ثم ظهر عدد من الروايات الرسمية. قيل لنا في البداية أنها كانت أوكرانيا، وأن (فلاديمير) زيلينسكي كان على علم بذلك، لكنه لم يوافق في اللحظة الأخيرة".
وأضاف: "ثم قالت ألمانيا إنها بولندا. ولكن على الرغم من كل شيء، بدأنا نقترب تدريجيًا من الحقيقة - أي تورط حلف شمال الأطلسي وربما جزئيًا الحكومة الأوكرانية وزيلينسكي وبولندا والمملكة المتحدة والنرويج، وخاصة الولايات المتحدة، في هذه الأعمال التخريبية".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، اليوم الاثنين، أن نظام كييف حاول، يوم السبت الماضي،
مهاجمة محطة ضغط الغاز التي توفر إمدادات الغاز للدول الأوروبية، عبر خط أنابيب "التيار التركي"، بالقرب من أنابا في إقليم كراسنودار الروسي.
وجاء في بيان الوزارة، اليوم الاثنين: "في 11 كانون الثاني/يناير، حاول نظام كييف، بغية وقف إمدادات الغاز إلى الدول الأوروبية، شن هجوم باستخدام تسع طائرات مسيرة على البنية التحتية لمحطة الضخ "روسكايا" ببلدة غاي-كودزور، (إقليم كراسنودار)، والتي توفر إمدادات الغاز عبر خط أنابيب "التيار التركي".
وأوضحت الوزارة أنه خلال صد الغارة بواسطة وحدات الدفاع الجوي تم إسقاط جميع الطائرات المسيرة، لافتة إلى أن المحطة تواصل توفير الغاز لخط أنابيب "التيار التركي" بشكل طبيعي، دون تسجيل أي أعطال.