ونقلت وسائل إعلام أمريكية دراسة تفيد بأن أكثر من 2 من كل 5 أشخاص تجاوزوا سن الـ 55 في الولايات المتحدة سيصابون بالخرف في سنواتهم الأخيرة، ومع تقدم سكان الولايات المتحدة في متوسط العمر، يُتوقع أن يتضاعف عدد الحالات المُشخصة سنوياً من نحو 514 ألف حالة في عام 2020 إلى نحو مليون حالة سنوياً بحلول عام 2060.
ويشمل الجيل الأكثر عرضة للخطر الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1946 و1964 (جيل طفرة المواليد)، الذين يبلغ أصغرهم الآن 60 عاماً على الأقل، وبحلول عام 2040، سيبلغ أصغر مواليد هذا الجيل 75 عاماً، وهو العمر الذي يزداد فيه تشخيص الخرف بشكل ملحوظ.
اعتمد الباحثون في دراستهم على تتبع السجلات الصحية لنحو 15 ألف شخص لمدة 23 عاماً كمعدل وسطي، مع مراعاة تنوع البيانات العرقية بشكل أكبر من الدراسات السابقة.
وكشفت الدراسة عن "اختلافات مذهلة" في نسبة خطر الخرف بحسب العرق، حيث سجلت معدلات تشخيص أعلى بين البالغين من ذوي البشرة الداكنة وفي سن مبكرة مقارنة بالبالغين من ذوي البشرة البيضاء.
وتشير التقديرات إلى أن تشخيصات الخرف السنوية بين البالغين السود قد تتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2060، ما يعكس تأثيرات العنصرية البنيوية وعدم المساواة، كما بينت الدراسة أن النساء الأكبر سناً يواجهن مخاطر أعلى للإصابة بالخرف مقارنة بالرجال، ويعزى ذلك جزئياً إلى متوسط العمر الأطول للنساء.
ووجد الباحثون أيضاً أن كبار السن الذين لديهم نسختان من جين APOE، المرتبط بنقل الكوليسترول في الدم، أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 59%، مقارنة بـ 48% لمن لديهم نسخة واحدة و 39% لمن ليس لديهم أي نسخ من الجين.
ويؤكد الخبراء على وجود "فرص واسعة" للحد من مخاطر الخرف من خلال تحسين نمط الحياة، كالحفاظ على وزن صحي ونظام غذائي متوازن وصحة عقلية جيدة، ومعالجة فقدان السمع.
كما أشارت الدراسة إلى المعايير التشخيصية الجديدة التي نشرتها جمعية الزهايمر، والتي تدعو الأطباء إلى الاعتماد على المؤشرات الحيوية والاختبارات المعملية ومسح الدماغ للكشف عن بروتينات بيتا أميلويد وتاو، بدلاً من الاعتماد فقط على اختبارات الذاكرة والتفكير التقليدية، بهدف اكتشاف مرض الزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعاً للخرف، في مراحله المبكرة.
وختم الباحثون بالتأكيد على "الحاجة الملحة إلى سياسات تعزز الشيخوخة الصحية، مع التركيز على المساواة في حق الرعاية الصحية، للحد من العبء الكبير والمتزايد للخرف".