ونقلت صحيفة "الشروق" الجزائرية، عن دوفيلبان، تصريحات تلفزيونية هاجم فيها بشدة، "الذين يصبون الزيت على النار في العلاقات مع الجزائر"، وكان يقصد بذلك وزير الداخلية الفرنسي برينو روتايو، المتهم بتأجيج حدة الخلافات.
وأوضح دوفيلبان: "ما يؤلمني اليوم هو الطريقة التي يتعامل بها السياسيون الفرنسيون مع المسائل الدبلوماسية الكبرى"، منتقدًا بشدة من يدير القضايا الكبرى بتغريدات عبر منصة "إكس"، بالقول: "إدارة شؤون فرنسا لا تكون انطلاقا من شبكات التواصل الاجتماعي"، في إشارة إلى روتايو.
يشار إلى أن روتايو، يعتبر مسؤولا عن تأجيج الأزمة بين الجزائر وباريس بمجموعة من التغريدات على منصة "إكس" سابقا، غداة رفض الجزائر استقبال المؤثر بوعلام صنصال، وأعادته على متن الطائرة التي أقلته.
ويعتبر دومينيك دوفيلبان، الذي عبّر عن رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة 2027، من الشخصيات السياسية الفرنسية الوازنة، فقد تولى العديد من الحقائب الوزارية السيادية، من بينها حقيبة الخارجية والداخلية، كما تقلّد منصب رئاسة الوزراء وكلها خلال فترة حكم الرئيس الراحل جاك شيراك، الذي ينتمي إلى التيار "الديغولي" (نسبة إلى الفرنسي الراحل شارل ديغول)، المعروف بمواقفه المستقلة عن المنظومة الغربية والمعتدلة بعض الشيء فيما يتعلق بالعلاقات مع الدول العربية.
وفي وقت سابق، ردت وزارة الخارجية الجزائرية، على ما اعتبرتها "حملة فرنسية ضد الجزائر"، وقالت في بيان لها: "لقد انخرط اليمين المتطرف المعروف بخطاب الكراهية والنزعة الانتقامية، عبر أنصاره المُعلنين داخل الحكومة الفرنسية، في حملة تضليل وتشويه ضد الجزائر، مُعتقداً بأنه قد وجد ذريعة يشفي بها غليل استياءه وإحباطه ونقمه".
وأضافت الوزارة الجزائرية أنه "وعلى عكس ما يدعيه اليمين المتطرف الفرنسي ووكلاؤه والناطقون باسمه، فإن الجزائر لم تنخرط بأي حال من الأحوال في منطق التصعيد أو المزايدة أو الإذلال، بل على خلاف ذلك تمامًا، فإن اليمين المتطرف ومُمثليه هم الذين يريدون أن يفرضوا على العلاقات الجزائرية الفرنسية، ضغائنهم المليئة بالوعيد والتهديد، وهي الضغائن التي يفصحون عنها علنًا ودون أدنى تحفظ أو قيد".
وأوضحت الخارجية الجزائرية أن "الطرد التعسفي لمواطن جزائري من فرنسا نحو الجزائر، قد أتاح لهذه الفئة، التي تحن إلى ماض ولّى بدون رجعة، الفرصة لإطلاق العنان لغلِّها الدفين ولحساباتها التاريخية مع الجزائر السيّدة والمستقلة".
وتابع البيان: "أن المواطن، الذي صدر في حقه قرار الطرد، يعيش في فرنسا منذ 36 عامًا، ويحوز فيها بطاقة إقامة منذ 15 عامًا، كما أنه أب لطفلين ولدا من زواجه من مواطنة فرنسية، فضلًا على أنه مُندمج اجتماعيًا كونه يمارس عملًا مستقرًا لمدة 15 عاما".
وأكدت الوزارة أن "كل هذه المعطيات تمنح هذا المواطن، وبلا شك، حقوقاً كان سيُحرم من المطالبة بها أمام المحاكم الفرنسية والأوروبية بسبب قرار طرده المُتسرع والمثير للجدل".
وتصاعدت حدة التوتر بين فرنسا والجزائر، بعد رفض الأخيرة استقبال المؤثر بوعلام صنصال، الذي رحّلته السلطات الفرنسية ما أثار غضب باريس، التي اعتبرت الخطوة "محاولة لإذلالها"، وفقا لوزير داخليتها.