عودة النازحين إلى جباليا تكشف حجم الدمار والكارثة الإنسانية... صور وفيديو

وبعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، عاد آلاف الفلسطينيين إلى منازلهم في قطاع غزة، تزامناً مع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية، وبخطوات مثقلة بالألم، بعد 470 يوما من الحرب المدمرة على قطاع غزة.

وسارع سكان شمالي قطاع غزة للعودة إلى مناطقهم، مشيًا على الأقدام وباستخدام وسائل النقل المتاحة، لتفقد بيوتهم، إلا أنَّ هول المشاهد كان أكبر من كل التوقعات بعد مسح مربعات سكنية بأكملها، لكنهم بحثوا بين الركام عما تبقى من حياة، بعدما سُلبت منهم لأكثر من عام تحت وطأة القصف الإسرائيلي المدمر.

عودة النازحين إلى جباليا تكشف حجم الدمار والكارثة الإنسانية

دمار كبير في جباليا

وفي بلدة جباليا شمال مدينة غزة، المخيم الذي يأوي أكثر من 200 ألف لاجئ فلسطيني، كشفت عودة النازحين إليه عن تحول أحياء بأكملها إلى أنقاض، وقال النازح، عبد الله نطط، لوكالة "سبوتنيك" وهو في طريق العودة إلى جباليا:

شعور لا يوصف من الفرح والألم والحزن، منذ يومين أنتظر هذه اللحظة للعودة إلى جباليا، وكما ترى الشمال مسح بالكامل لا يوجد شيء كله دمار، لكن تبقى فرحة للعودة إلى البيوت وحتى لو كانت مدمرة، فمنذ 100 يوم ونحن خارج جباليا ننتظر العودة لها، والحمد لله لقد عدنا.

عودة النازحين إلى جباليا تكشف حجم الدمار والكارثة الإنسانية

وأضاف النازح محمود صلاح لـ"سبوتنيك": "هذه أرضنا ولا نعرف سواها، وهي تعرفنا، وهي تريدنا ونحن نريدها، وحتى من غير بيوت، ونقول لو وجدناها صحراء سنعيدها أفضل من قبل، ونحن نعود إلى ما تبقى من حياة، لننبت من جديد حياة أخرى بإذن الله".

عودة النازحين إلى جباليا تكشف حجم الدمار والكارثة الإنسانية

وتعرضت جباليا لاستهداف مكثف من قبل الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، شمل توغلات برية وقصفاً جوياً ومدفعياً كبيرا، وكان مسرحاً لدمار شامل، وأظهرت المشاهد من المخيم أنَّ أحياء كاملة دُمرت، وشهدت المنطقة دمارا كاملا للبنية التحتية والمنازل والمنشآت المدنية، وسط حصار مشدد تسبب بنقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية، بينما كانت محاولات إيصال المساعدات شبه مستحيلة.

عودة النازحين إلى جباليا تكشف حجم الدمار والكارثة الإنسانية

ووصف النازح من جباليا، خليل خليف، أنَّ ما حصل للمنطقة هو محو تام، قائلا:

الحمد لله، عدنا إلى شمال غزة بالرغم من الدمار، وننتظر عودة أهلنا النازحين في جنوب القطاع، هي فرحة كبيرة، علنا نجتمع من جديد مع عائلاتنا النازحة ونعيد بناء ما هدمه الاحتلال.

عودة النازحين إلى جباليا تكشف حجم الدمار والكارثة الإنسانية

ولم يستطع النازحون أن يجدوا طرقاً ليسلكوها بهدف الوصول إلى مناطق سكنهم شمال غزة، وبعضهم لم يتعرف على الشوارع والأحياء، وكأنهم ضلوا طريقهم في مناطق لا يعرفونها من قبل، وبدأت الجهات الحكومية والبلديات، في محاولة لإزالة الركام من الشوارع للسماح للسكان بالتحرك فيها بسهولة.

عودة النازحين إلى جباليا تكشف حجم الدمار والكارثة الإنسانية

ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر 2023، نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم الإجمالي 2.4 مليون نسمة، مرة واحدة على الأقل، إلى أنحاء أخرى من القطاع، ويؤشر حجم الدمار اللاحق بغزة من جراء الضربات الجوية الإسرائيلية والقصف المدفعي وقتال الشوارع، إلى أنَّ إعادة الإعمار قد تستغرق سنوات طويلة، وتأتي عودة النازحين إلى شمالي قطاع غزة وسط آمال في أن يسهم اتفاق وقف إطلاق النار في تهدئة الأوضاع، ويفتح الباب أمام جهود إعادة الإعمار وعودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً.