محلل سياسي لـ"سبوتنيك": تأخير نزع سلاح الفصائل يعرض العراق للخطر

أكد المحلل السياسي العراقي أياد العناز، أن "هناك جهات عسكرية تدعمها فصائل مسلحة وأحزاب سياسية، لا تزال تمانع في أي عملية تهدف لنزع سلاح الفصائل في العراق".
Sputnik
وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، أمس الخميس، إن "هذا الأمر يشكل حالة من التباين والاختلاف الميداني في التعامل مع قضية مهمة تتعلق بالأمن الوطني العراقي وحماية شعبه وأراضيه".
ولفت إلى أن "تلك الممانعة من بعض الجهات لنزع سلاح الفصائل تعبّر عن حالة من الصراع والاختلاف السياسي بين أجنحة الحكم في العراق".
بعد انسحاب "فصائل المقاومة".. هل تنفذ إسرائيل تهديداتها بضرب العراق؟
وأضاف العناز أن"قدرة الحكومة ومكانتها السياسية وتحكمها بقرارها السياسي، تعبّر عنه مواقفها من اتخاذ القرارات الفاعلة والساندة في تخلي الفصائل المسلحة عن أسلحتها والعمل على تأمين الجبهة الداخلية والحفاظ على أمن واستقرار العراق".

وأشار إلى أن "هناك أولويات في تدعيم حالة الأمن والاستقرار والحفاظ على حياة ومستقبل الشعوب، باعتماد الأسس الداعمة لها التي تساهم في حماية المصالح العليا والغايات، التي تمثل الأهداف الحقيقية لأي بلد من بلدان العالم".

وأوضح المحلل السياسي العراقي أن "الحكومة العراقية تدرك حقيقة المتغيرات السياسية والأوضاع الميدانية، التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي وانعكاساتها على مجمل الأحداث، التي قد تعصف بالمنطقة بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للبيت الأبيض، وملامح السياسية الخارجية التي تحدث بها وأعطى الأولوية للولايات المتحدة الأمريكية في حماية مصالحها ومنافعها".
ولفت العناز إلى أنه "على الحكومة العراقية أن تقرأ التوجه الدولي والإقليمي بشكل واضح وتضع في مقدمة أي قرار تتخذه المصالح العليا لأبناء الشعب العراقي، وأن لا تجعله وقودا لأي مواجهة عسكرية قد تحصل حماية لأهداف وغايات لدول إقليمية".
العراق ينفي تصريحا لوزير خارجيته بشأن المحتجزة الإسرائيلية
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إن بلاده تحاول إقناع الفصائل المسلحة في البلاد، التي قاتلت القوات الأمريكية، وأطلقت الصواريخ والمسيرات على إسرائيل، بإلقاء أسلحتها أو الانضمام إلى قوات الأمن الرسمية.
وأضاف في تصريحات صحفية أن "الحكومة العراقية تجري محادثات للسيطرة على الجماعات، مع الاستمرار في السير على الحبل المشدود بين علاقاتها مع كل من واشنطن وطهران".
وتابع أنه "قبل عامين أو 3 أعوام، كان من المستحيل مناقشة هذا الموضوع في مجتمعنا، لكن الآن لم يعد من المقبول أن تعمل الجماعات المسلحة خارج الدولة".
وواصل وزير الخارجية العراقي: "لقد بدأ العديد من الزعماء السياسيين والعديد من الأحزاب السياسية في إثارة المناقشة، وآمل أن نتمكن من إقناع زعماء هذه الجماعات بإلقاء أسلحتهم، ثم أن يكونوا جزءا من القوات المسلحة تحت مسؤولية الحكومة".
وردًا على سؤال حول توقعاته بشأن السياسة التي سيتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن العراق أو إيران، قال الوزير حسين: "نأمل أن نتمكن من مواصلة هذه العلاقة الجيدة مع واشنطن، ومن السابق لأوانه الآن الحديث عن سياسة ترامب الخاصة ببغداد أو طهران".
وزير الخارجية العراقي: الفتاة الإسرائيلية المحتجزة لدى جماعة مسلحة عراقية "على قيد الحياة"
وخلال فترة رئاسة ترامب الماضية، توترت العلاقات بين أمريكا وإيران، عندما أمر باغتيال قائد فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في بغداد عام 2020، ما أدى إلى هجوم صاروخي بالستي إيراني على قاعدة عراقية تضم قوات أمريكية.

وأضاف حسين، في تصريحاته، أن "بغداد مستعدة للمساعدة في تهدئة التوترات بين واشنطن وطهران، إذا طُلب منها ذلك"، مشيرًا إلى الوساطة السابقة بين المملكة العربية السعودية وإيران، التي مهّدت الطريق لتطبيع العلاقات بينهما في عام 2023.

وكانت بغداد وواشنطن، قد اتفقتا في العام الماضي، على إنهاء عمل التحالف الذي تقوده أمريكا، بحلول سبتمبر/ أيلول 2026، والانتقال إلى العلاقات العسكرية الثنائية، لكن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، قد صرح بأنه "يجب مراقبة التطورات في سوريا".
مناقشة