وخلال اتصال هاتفي مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، شدد عراقجي، على "ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفًا حاسمًا لمواجهة هذه المؤامرة والتصدي لها"، مستنكرًا "التصريحات الوقحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حول فكرة إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية"، حسب وكالة "تسنيم" الإيرانية.
واعتبر عراقجي هذه التصريحات "دليلًا على تمادي كيان الاحتلال في سياساته العدوانية وتهديدًا مباشرًا للسلام والأمن في المنطقة"، مشيرًا إلى مشاوراته مع وزراء خارجية الدول الإسلامية والدعم المتزايد داخل منظمة التعاون الإسلامي لـ"اتخاذ خطوات جديّة ضد المخططات الأمريكية الصهيونية الهادفة إلى القضاء على فلسطين".
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن "المجتمع الدولي، وخاصة دول المنطقة والعالم الإسلامي، يجب أن يتخذ إجراءات عاجلة لمنع تطبيع الإبادة الجماعية وانتهاكات الكيان المحتل"، مشددًا على "ضرورة عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة هذا الأمر".
من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، على "الموقف الثابت للمملكة في رفض أي مخطط لتهجير الفلسطينيين قسرًا من غزة إلى دول أخرى"، معلنًا دعم السعودية لمقترح إيران بعقد اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي لـ"توحيد الموقف إزاء هذه المؤامرة".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد علّق في مقابلة، على رد الرياض على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورفضها التطبيع دون دولة فلسطينية، فأجاب ساخرًا: "دولة فلسطينية؟ إلا في حالة أنك تريد الدولة الفلسطينية في السعودية.. لديهم مناطق شاسعة".
وتؤكد المملكة العربية السعودية أن موقفها من قيام الدولة الفلسطينية "راسخ وثابت لا يتزعزع"، وقد أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، هذا الموقف بشكل واضح وصريح، بأنه "لا تطبيع دون إقامة دولة فلسطينية".
وأعربت الخارجية السعودية، في وقت سابق، عن رفضها القاطع لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
وفي بيان رسمي، قالت وزارة الخارجية السعودية، إن "المملكة تثمّن ما أعلنته الدول الشقيقة من شجب واستهجان ورفض تام حيال ما صرح به بنيامين نتنياهو، بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، كما تثمّن المملكة هذه المواقف التي تؤكد على مركزية القضية الفلسطينية لدى الدول العربية والإسلامية".
وأضاف بيان الخارجية السعودية: "تؤكد المملكة رفضها القاطع لمثل هذه التصريحات، التي تستهدف صرف النظر عن الجرائم المتتالية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأشقاء الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك ما يتعرضون له من تطهير عرقي".
وأشار إلى أن "العقلية المتطرفة المحتلة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية لشعب فلسطين الشقيق وارتباطه الوجداني والتاريخي والقانوني بهذه الأرض، ولا تنظر إلى أن الشعب الفلسطيني يستحق الحياة أساسًا، فقد دمرت قطاع غزة بالكامل، وقتلت وأصابت ما يزيد على 160 ألف، أكثرهم من الأطفال والنساء، دون أدنى شعور إنساني أو مسؤولية أخلاقية".
وأوضح البيان أن "الشعب الفلسطيني الشقيق صاحب حق في أرضه، وليسوا دخلاء عليها أو مهاجرين إليها يمكن طردهم متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم".
ولفت البيان السعودي إلى أن "أصحاب هذه الأفكار المتطرفة هم الذين منعوا قبول إسرائيل للسلام، من خلال رفض التعايش السلمي، ورفض مبادرات السلام التي تبنتها الدول العربية، وممارسة الظلم بشكل ممنهج تجاه الشعب الفلسطيني لمدة تزيد على 75 عاماً، غير آبهين بالحق والعدل والقانون والقيم الراسخة في ميثاق الأمم المتحدة ومن ذلك حق الإنسان في العيش بكرامة على أرضه".
كما شدد البيان على أن "حق الشعب الفلسطيني الشقيق سيبقى راسخًا، ولن يستطيع أحد سلبه منه مهما طال الزمن، وأن السلام الدائم لن يتحقق إلا بالعودة إلى منطق العقل والقبول بمبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين".