وأشار هيغسيث إلى أن الجيش الأمريكي مستعد لاتخاذ إجراءات أحادية الجانب إذا لم تتخذ المكسيك إجراءات حاسمة ضد تواطؤ بعض مسؤوليها مع عصابات المخدرات، وفقًا لمصادر مطلعة على المكالمة، التي جرت في 31 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وأفادت مصادر لوسائل إعلام أمريكية بأن كبار القادة العسكريين المكسيكيين الذين شاركوا في المكالمة شعروا بالصدمة والغضب، حيث اعتبروا أن هيغسيث يلمح إلى احتمال قيام الولايات المتحدة الأمريكية بعمل عسكري داخل المكسيك.
وجاءت هذه التحذيرات في وقت تجري فيه المكسيك محادثات تجارية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتبرز مخاوف من أن الضغوط الأمريكية على المكسيك لإنهاء تهريب مخدر الـ"فنتانيل" والمهاجرين قد تشمل إجراءات عسكرية محتملة، وليس فقط فرض رسوم جمركية بنسبة 25%، من شأنها أن تشل الاقتصاد المكسيكي.
وأعلن ترامب أن هذه الرسوم الجمركية ستدخل حيز التنفيذ على المكسيك وكندا، أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة الأمريكية، يوم الثلاثاء المقبل، إلى جانب 10% إضافية على الصين. وقد دفع ذلك الدول المعنية إلى تكثيف الجهود في الأيام الأخيرة لإيجاد طريقة لتجنب هذه الرسوم.
ويركز كبار المسؤولين المكسيكيين على تحقيق نتائج ملموسة على الحدود لضبط المخدرات، والتي يمكن لترامب أن ينظر إليها كعلامات على التقدم في المحادثات. ومع ذلك، هناك مخاوف من أن تجنب الرسوم الجمركية لن يكون سهلاً كما كان الحال في 3 فبراير/ الماضي، عندما حصلت المكسيك على إعفاء لمدة شهر من خلال إرسال 10 آلاف جندي من الحرس الوطني إلى الحدود.
وفي منشور على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، يوم الخميس الماضي، قال ترامب إن "المخدرات لا تزال تتدفق إلى بلادنا من المكسيك وكندا، بمستويات مرتفعة للغاية وغير مقبولة". وأضاف أن الرسوم الجمركية ستدخل حيز التنفيذ "حتى تتوقف أو يتم الحد منها بشكل جدي".
هذه التطورات تعكس التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، مع تركيز واشنطن على الحد من تدفق المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود الجنوبية.