راديو

القمة العربية تعتمد خطة مصر لإعادة إعمار غزة وإسرائيل ترفض الخطة برمتها

قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن تبني الدول العربية لخطة إعادة الإعمار المصرية في غزة يستند إلى رؤى "لا تزال متجذرة في وجهات نظر عفا عليها الزمن" بعد 7 أكتوبر.
Sputnik
الرد الإسرائيلي جاء بعد تبني الدول العربية للخطة المصرية خلال القمة الطارئة التي عقدت في القاهرة. ووفقا للخطة المصرية، ستتولى لجنة إدارية من التكنوقراط الفلسطينيين المستقلين إدارة غزة مؤقتا، تمهيدا لعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع .
كما انتقدت إسرائيل استمرار البيان في اعتماد خطة مصر بشأن غزة على السلطة الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، مشيرة إلى ما وصفته بـ"الفساد ودعم الإرهاب وفشل هذه الجهات في حل المشكل".
من جانبها، قالت حركة حماس إنها "ترحب بخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية في القاهرة وترحب بالدعوة لإجراء انتخابات فلسطينية".

في حديثه لـ"لقاء سبوتنيك"، قال السفير الدكتور محمد بدر الدين زايد، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إنه لا بد من تقييم هذه القمة في إطار منظور شامل لما هو واقع الآن في الأوضاع الدولية والإقليمية.. فهذه كانت قمة ضرورية وهي لا تقل أهمية عن قمتين سابقتين في التاريخ العربي؛ الأولى قمة 67 والثانية قمة مواجهة مشكلة غزو العراق للكويت".

وأضاف بدر، قائلا: "إننا في مرحلة مفصلية وخطيرة بطبيعة الحال.. والنظام الدولي يعاد تشكيله، وهناك محاولات لاعادة تشكيل الإطار الإقليمي وبالتالي كانت هذه القمة ضرورية.. ومن منظور واقعي أيضا لا يمكن تصور أنه كان من الممكن تحقيق كل شيء في هذه القمة، وإنما على الأقل أن يكون هناك صوت عربي واحد تحدث بمنطق محدد وهو رفض الطرح الأمريكي والإسرائيلي الخاص بالتهجير القسري للفلسطينيين وطرح بديل".
وتابع زايد: "هذا البديل مازال يتفاعل وستكون هناك إضافات في المستقبل القريب، فهذه القمة والخطوة والخطة تمهد لخطوة أخرى قادمة وهي مؤتمر إعادة إعمار غزة، وذلك سيستغرق وقتا لتمويل هذه الخطة، لكن لم يتم فرض هذه الخطة بشكل نهائي على جميع الأطراف بعد، كما لم تعلن كل من الولايات المتحدة وإسرائيل القبول بعد، ولكن فيما بعد لا بد أن تكون هناك مسؤولية دولية بوجود أطراف دولية تضمن وتشارك في هذا الإطار".
وأوضح بدر أنه إذا كانت الأطراف الثلاثة مصر والسلطة وحماس اتفقت على تشكيل لجنة مستقلة من التكنوقراط لإدارة غزة، فالمأمول أن جميع الأطراف الفلسطينية ستقبل بتنفيذ هذا، وما هو مفهوم بالفعل أن حماس لم تعارض صراحة هذا الطرح، وهو وجود لجنة مستقلة للإشراف على عمليات إعادة الإعمار وإدارة الأمور في غزة.. لأن هذه العمليات الخاصة بالإعمار تحتاج إلى لجنة مستقلة من التكنوقراط القادرين على العمل والتواصل مع كل الأطراف الإقليمية والدولية".

من جانبه، قال الدكتور أحمد مجدلاني، الوزير السابق وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في حديثه لـ"لقاء سبوتنيك"، إن القمة العربية اتخذت حوالي 20 قرار لمواجهة خطة ترامب بتهجير الفلسطينيين والتي تهدد الوجود الفلسطيني والكيان الفلسطيني، والخطة المعلنة في القمة الطارئة هي خطة مصرية فلسطينية وقد صارت خطة عربية لإعادة إعمار غزة والإنعاش المبكر لسكان غزة بتقديم المساعدات العاجلة، والهدف من الخطة إعادة الإعمار وتثبيت الفلسطينيين على أرضهم ورفض خطة ترامب، علاوة على ذلك تأكيد مسئولية السلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها صاحبة الولاية القانونية والشرعية والجغرافية على الأرض الفلسطينية".

وقال: "القرار الأمريكي والإسرائيلي قرار واحد وليس قرارين، والجانب الإسرائيلي يعيد تكرار الموقف الأمريكي فيما يتعلق بتهجير سكان قطاع غزة وسيطرة الولايات المتحدة عليها لأن نتنياهو يريد أن يتخلص من عبء قطاع غزة وأن يتخلص مما يسميه تهديد الأمن القومي الإسرائيلي القادم من غزة".
وأضاف مجدلاني أن نتنياهو وجد خطة ترامب فرصة ليتخلص من أعباء اليوم التالي بعد حرب الإبادة التي شنها في غزة، والذي يشكل أزمة كبيرة له داخل إسرائيل، وأيضا مع العالم العربي والمجتمع الدولي ومع مسئولية السلطة الوطنية على الأراضي الفلسطينية.
وقال الوزير الفلسطيني السابق إن "العرب أصبحوا بالفعل أمام مواجهة حقيقية مع الإدارة الأمريكية الجديدة وخاصة أن العالم العربي لم يعد به سوى محور الإعتدال وهو المحور الذي يغلب السياسة بدلا من المقاومة لكن ما يحدث سوف يدفع هذا المحور المعتدل الى الصدام مع الإدارة الأمريكية".
وأضاف أن "المشكلة الآن تكمن في كيفية إرغام هذه الإدارة على تطبيق الشرعية الدولية وليس أمام العرب سوى الدفاع عن مصالحهم وأمنهم القومي لأن خطة ترامب تعني تهديد الأمن القومي العربي".
مناقشة