وعلى الرغم من أن زيلينسكي خفف لاحقًا من حدة موقفه، مؤكدًا أنه يكن الاحترام والامتنان للرئيس الأمريكي، إلا أنه اكتفى "بإبداء أسفه" على ما حدث خلال اللقاء دون تقديم اعتذار رسمي.
ووصف بودولياك في مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية اللقاء بين الرئيسين بأنه كان "مفيدًا في بعض النواحي"، مؤكدًا أن زيلينسكي كان محقًا تمامًا في محاولته نقل فكرته الأساسية للأمريكيين، وهي أن الحرب لن تتوقف إلا إذا قدمت روسيا تنازلات. وأضاف: "من خلال تسليط الضوء على خلافاتنا، يمكن توضيح وجهات النظر المختلفة".
وكان ترامب قد انتقد زيلينسكي خلال اللقاء، واتهمه بالسعي لإشعال حرب عالمية ثالثة، كما عبّر عن استيائه لعدم إظهار الرئيس الأوكراني المزيد من الامتنان لواشنطن التي قدمت مساعدات مالية وعسكرية كبيرة لأوكرانيا على مدى السنوات الثلاث الماضية.
في أعقاب اللقاء، أوقفت الولايات المتحدة شحنة مساعدات عسكرية كانت مقررة لأوكرانيا، كما أعلنت وكالات الاستخبارات الأمريكية تعليق عملها مؤقتًا مع السلطات الأوكرانية.
زادت هذه الخطوات من القلق الأوكراني والأوروبي، مما دفع زيلينسكي إلى التأكيد لاحقًا على تمسك بلاده بالسلام وحرصها على علاقات متينة مع واشنطن.
يشار إلى أنه رغم التوترات، يبدو أن زيلينسكي متمسك بموقفه، معتبرًا أن رسالته حول ضرورة "إجبار روسيا على تقديم تنازلات" هي المفتاح لإنهاء الصراع.
وفي وقت سابق، أكد المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن الاجتماع المقبل بين كبار المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين الأسبوع المقبل في السعودية، سيرسل إشارة جيدة إلى موسكو.
وقال ويتكوف في كلمة متلفزة، يوم الخميس الماضي: "أعتقد أننا سنذهب إلى هناك للاجتماع، ومن المفترض أن يكون اجتماعا جيدا. وأعتقد حقا أن هذا سيكون إشارة جيدة للروس، لأنهم كانوا أيضا استباقيين في رغبتهم في إنجاز شيء هنا".
وأشار المبعوث الأمريكي ويتكوف، إلى أن زيلينسكي اعتذر وأبدى استعداده للعمل على تحقيق السلام، ووفقا له، فإن "زيلينسكي عرض التوقيع على صفقة المعادن النادرة بالفعل وسنرى ما إذا كان سينفذ".
صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، يوم الثلاثاء، بأن المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن أوكرانيا من غير المرجح أن تبدأ إلا بعد استئناف البعثات الدبلوماسية للبلدين عملياتها الكاملة.