واستخدم روجير مارس، أستاذ علوم الأعصاب في جامعة أكسفورد، وكاثرين براينت، زميلة ما بعد الدكتوراه في علوم الأعصاب في جامعة إيكس مرسيليا، في دراستهما، بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي المتاحة للعامة للمادة البيضاء، وهي الألياف التي تربط أجزاء قشرة الدماغ.
يُعد الت"شمبانزي"، إلى جانب الـ"بونوبو"، أقرب الأحياء منا، أما قرد الـ"مكاك"، فهو من الرئيسيات غير البشرية الأكثر شهرةً في العلم، إذ أن مقارنة الدماغ البشري بكلا النوعين تعني أنه لم يعد بإمكاننا فقط تقييم أجزاء الدماغ الفريدة لدينا، بل أيضًا تحديد الأجزاء التي يُحتمل أن تكون ذات إرث مشترك مع غير البشر.
ووجد فريق الباحثين بالفعل أن جوانب القشرة الجبهية، تحمل بصمة اتصالية لدى الإنسان لم نتمكن من العثور عليها لدى الحيوانات الأخرى، خاصةً عند مقارنة الإنسان بقرد الـ"مكاك".
وكانت السمة التي تُميز هذا التمييز هي الحزمة المقوسة، وهي مسار من المادة البيضاء يربط بين القشرة الجبهية والصدغية، ويرتبط تقليديًا بمعالجة اللغة لدى البشر، إذ تمتلك معظم الرئيسيات، إن لم يكن جميعها، حزمة مقوسة، لكنها أكبر بكثير في أدمغة البشر.
وتُعدّ منطقة الوصل الصدغي الجداري بالغة الأهمية في معالجة المعلومات المتعلقة بالآخرين، مثل فهم معتقداتهم ونواياهم، وهو حجر الأساس للتفاعل الاجتماعي البشري، لدى البشر، إذ تتمتع هذه المنطقة من الدماغ باتصالات أوسع بكثير مع أجزاء أخرى من الدماغ تُعالج المعلومات البصرية المُعقدة، مثل تعابير الوجه والإشارات السلوكية.