وحدد العلماء أدويةً واعدةً مرشحةً ترتبط ارتباطًا لا رجعة فيه ببروتين سرطاني معروف بأنه "غير قابل للعلاج"، ما يُعطله بشكل فعال ودائم.
وركز الباحثون اهتمامهم أخيرًا على الـ"ببتيدات"، كحلٍ محتمل لاستهداف هذه البروتينات المُبهمة.
وقالت مجلة "ساينس تيك ديلي" العلمية، إن فريقا من جامعة باث، اكتشف طريقةً رائدةً لاكتشاف الـ"ببتيدات"، التي يمكنها الارتباط بشكل انتقائي وغير رجعي بعوامل النسخ داخل الخلايا.
وباستخدام هذه المنهجية، نجح الفريق في عرقلة عامل نسخ رئيسي مُحفّز للسرطان يُعرف باسم "سي جاي يو إن"، مُمثلين بذلك خطوةً مهمةً إلى الأمام في استهداف آليات السرطان، التي كانت غير قابلة للعلاج سابقًا.
واستخدم الفريق تقنية جديدة لمنصة فحص اكتشاف الأدوية، تُسمى اختبار بقاء كتلة النسخ (تي بي إس)، والذي يختبر عددًا هائلًا من الـ"ببتيدات" لإيقاف عوامل النسخ المسببة للسرطان.
وحددت أبحاث الفريق السابقة مثبطات عكسية لبروتين "سي جاي يو إن"، لكن هذا العمل الأخير يبني على ذلك من خلال اكتشاف "ببتيدات" ترتبط بشكل انتقائي وغير رجعي داخل الخلايا، ما يعيق عمل "سي جاي يو إن" بشكل دائم.
وبحسب الباحثين، يتكون عامل النسخ "سي جاي يو إن"، من نصفين متطابقين، يرتبطان على جانبي شريط الحمض النووي لتغيير التعبير الجيني.
ويمكن أن يصبح هذا العامل مفرط النشاط في السرطان، ما يؤدي إلى نمو الخلايا بشكل غير منضبط، لذلك صمم الباحثون مثبطًا للـ"ببتيد" يرتبط بنصف "سي جاي يو إن، ويمنعه من تكوين أزواج والالتصاق بالحمض النووي.
وبمجرد أن صنع العلماء "ببتيد" يرتبط بعامل النسخ، عدّله الباحثون ليرتبط بشكل غير رجعي.
وقال الدكتور آندي برينان، المؤلف الرئيسي للدراسة: "يعمل المثبط كحربة تنطلق نحو الهدف دون أن تُفلته، فهو يُمسك بجزيء "سي جاي يو إن" بإحكام ويمنعه من الارتباط بالحمض النووي. سبق أن حددنا مثبطات عكسية، لكن هذه هي المرة الأولى التي نتمكن فيها من حجب عامل نسخ بشكل لا رجعة فيه باستخدام مثبط ببتيدي".