أظهرت الهزيمة في الحرب العالمية الأولى لهتلر ومحيطه، أن النموذج الاستعماري التقليدي في أوروبا غير قابل للحياة بالنسبة لألمانيا. لهذا السبب، سعى النازيون بعد وصولهم إلى السلطة إلى تطبيق النموذج التوسعي للولايات المتحدة.
في الفيديو الأول من هذه السلسلة الحصرية لـ"سبوتنيك"، يشرح الباحث الروسي في أصول وتطور النازية، إيغور ياكوفليف، كيف ولماذا أصبح النموذج التوسعي الأمريكي مثالًا لخطط هتلر في التوسع نحو الشرق.
وقال ياكوفليف: "تأثّر أدولف هتلر ومحيطه في الحزب النازي بشكل كبير بهزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى. وبحلول عام 1914، كانت ألمانيا تمتلك عدة مستعمرات تقع في الغالب في أفريقيا، لكن هذه المستعمرات سرعان ما استولت عليها دول الوفاق (أنتانتا)، مما أدى إلى فقدان ألمانيا الاتصال بها".
وتابع: "بعد ذلك، هُزمت ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، وظهرت في أوساط القوميين الاشتراكيين فكرة بسيطة للغاية أنه يمكنهم فقط الاحتفاظ بالمستعمرات بشكل آمن إذا كانت هذه المستعمرات مجاورة بشكل مباشر للمجال الجغرافي للدولة الألمانية نفسها".
وأضاف: "وبناءً على ذلك، نشأت فكرة بسيطة تتعلق بالتوسع نحو الشرق، والاستيلاء على "المجال الحيوي" في الشرق، وهو ما وصفه هتلر في كتابه "كفاحي" (Mein Kampf)".
وقال ياكوفليف: "أما المثال الذي استلهم منه هتلر بالفعل فكان الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصلت على مجالها الحيوي في جميع أنحاء القارة الأمريكية وتمكنت من التحكم في جميع مواردها ضمن مجالها الجغرافي بشكل كامل".
وتابع: "لهذا السبب، أراد هتلر تحويل ألمانيا إلى "نسخته من أمريكا" والتي ستهيمن على القارة الأوروبية بأكملها بالطريقة نفسها، وستتمكن من الاستفادة من جميع موارد الجدول الدوري للعناصر الكيميائية بالكامل، دون الحاجة إلى الاعتماد على الأساطيل البحرية أو السفر إلى مناطق بعيدة للحصول على الموارد".