وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، بشدة، "الهجمات الإجرامية المستمرة من قبل الكيان الصهيوني على لبنان، بما في ذلك الجريمة الإرهابية التي وقعت فجر أمس الثلاثاء، في الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي أدت إلى مقتل مواطنين لبنانيين وقائد في حزب الله ونجله"، حسب وكالة "إرنا" الإيرانية.
واعتبر بقائي، أن الهجمات التي تشنها إسرائيل ضد لبنان، "تشكل انتهاكًا صارخًا لجميع مبادئ وقواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان"، واصفًا تقاعس ضامني وقف إطلاق النار تجاه "تمرد" إسرائيل بأنه "مؤسف ودليل على بطلان وعودهم واتفاقياتهم في هذا الصدد".
وأعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عن الأسف العميق لاستمرار تقاعس المنظمات الدولية ذات الصلة، وخاصة مجلس الأمن الدولي، تجاه "اعتداءات إسرائيل وجرائمها الشنيعة في لبنان وفلسطين المحتلة"، على حد قوله.
ووصف بقائي، الولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها من الداعمين الغربيين لإسرائيل بأنهم "متواطئون في جرائمه وانتهاكاتها للقانون"، داعيًا إلى "تحرك أكثر جدية من قبل دول المنطقة لمواجهة الأطماع الإسرائيلية التوسعية وإشعالها نيران الحروب".
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أمس الثلاثاء، مقتل 3 أشخاص، بينهم امرأة، وإصابة 7 آخرين، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، فيما نعى "حزب الله" اللبناني، العضو في الحزب حسن علي بدير ونجله، اللذين قضيا في الغارة الإسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي وجهاز الـ"شاباك"، في بيان مشترك، إن "سلاح الجو نفذ غارة في منطقة الضاحية، استهدفت إرهابيا من حزب الله، وجّه في الآونة الأخيرة عناصر من حماس وساعدهم في التخطيط لهجوم إرهابي كبير ووشيك ضد مدنيين إسرائيليين".
وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، تعليمات للجيش الإسرائيلي بشن موجة ثانية من الهجمات ضد أهداف لـ"حزب الله" في لبنان، وذلك ردًا على إطلاق صواريخ من لبنان على إسرائيل، الخميس الماضي.
من جهته، نفى "حزب الله" اللبناني، أي علاقة له بإطلاق صواريخ من جنوبي لبنان على إسرائيل، وذلك عقب إعلان الجيش الإسرائيلي استهداف مواقع للحزب، ردًا على إطلاقه قذائف صاروخية باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، لمدة 60 يوما، حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بعد أكثر من عام على فتح "حزب الله"، ما أسماها "جبهة إسناد لقطاع غزة"، في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، غداة عملية "طوفان الأقصى"، التي شنتها حركة حماس الفلسطينية.
وكان من المفترض أن يستكمل الجيش الإسرائيلي انسحابه من المناطق، التي احتلها في جنوب لبنان، بحلول فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، وفق مهلة محددة في الاتفاق بـ60 يومًا، إلا أن إسرائيل لم تلتزم بالموعد، وأعلنت واشنطن لاحقا تمديد المهلة باتفاق إسرائيلي لبناني، حتى 18 فبراير/ شباط الماضي.
وفي 18 فبراير الماضي، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن القوات الإسرائيلية ستظل موجودة في "منطقة عازلة" بلبنان، في 5 نقاط مراقبة على طول الخط الحدودي "لضمان حماية مستوطنات الشمال"، على حد قوله.