وحمّل مجلس النواب، في بيان له، "المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة في ليبيا مسؤولية عدم ممارسة الضغط الدولي الكافي على حكومة الوحدة للتخلي عن السلطة وتسليمها لحكومة موحدة واحدة ومن ذلك سحب الاعتراف الدولي بشرعيتها ودعم ومساندة مجلسي النواب والدولة لتشكيل حكومة جديدة محددة الولاية مهمتها انهاء الانقسام المؤسساتي ودعم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات لتنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية المتزامنة طبقا لمقترحورأي اللجنة الاستشارية التي اختصت بمعالجة القضايا الخلافية في الاطار الانتخابي".
ودعا البيان "مجلس الدولة للتواصل مع مجلس النواب ومباشرة العمل والتنسيق لتشكيل حكومة موحدة واحدة في أسرع وقت من شأنها واختصاصها تهدئة الأوضاع وإحلال الأمن والسلام"، مطالبا بحماية المدنيين وممتلكاتهم في طرابلس.
وأعطى مجلس النواب، في بيانه، الأهمية القصوى لوقف الاقتتال فورا وفتح ممرات آمنة وتمكين الجهات المختصة من ممارسة واجباتها في حماية المدنيين والقيام بعمليات الإنقاذ والإسعاف وإطفاء الحرائق.
وأكد عضو مجلس النواب الليبي، علي التكبالي، إن العاصمة هي مركز الدولة، وعندما تسيطر الميليشيات على العاصمة، فإنها تسيطر على الدولة، حتى وإن لم تكن بالجغرافيا، تكون بالأشياء المهمة في دولة ما.
وأضاف التكبالي وفي تصريح خاص لـ "سبوتنيك" أن ما حدث في طرابلس كان متوقعًا، وأن رئيس حكومة الوحدة الوطنية يسعى إلى جمع التشكيلات المسلحة التي تأتمر بأمره حتى يسيطر على الجميع.
وأشار إلى أن التشكيلات المسلحة القادمة من عدة مدن ومحاور من خارج العاصمة، والتي جاءت ظاهريًا لتأييد عبد الحميد الدبيبة، سوف تنقلب عليه لاحقًا.
ولفت إلى أن هذه التحركات أثارت النوازع الإقليمية للتشكيلات المسلحة الموجودة داخل العاصمة، التي شعرت بتهديد حقيقي على مصالحها ومكتسباتها، ما دفعها إلى التحرك للدفاع عن نفسها.
وأوضح أن هذه التطورات جاءت خاصة بعد مقتل عبدالغني، آمر جهاز الدعم والاستقرار، بطريقة غامضة وسريعة، الأمر الذي فجر الوضع في العاصمة، مؤكدا بأن طرابلس اليوم تشهد مشاهد دامية من سفك الدماء، وقتل الأطفال، وتدمير المنشآت والمنازل وممتلكات الليبيين.
كما أشار إلى أن الهلال الأحمر الليبي حاول انتشال الجثث من الشوارع، وتقديم المساعدة للعالقين، وذلك بعد تصريحات وزير الداخلية التي طمأنت الناس وطلبت منهم الخروج باعتبار أن “الوضع آمن”، قبل أن تشتعل الاشتباكات بشكل مفاجئ أمام الجميع، وقال: "نحن أمام مشهد مروّع ومؤسف، سوف يستمر لعدة أيام، والليبيون لا يثقون في أي طرف خرج من أجل القتال".
وفي الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، أن العملية العسكرية في طرابلس انتهت بنجاح، وأفاد مركز طب الطوارئ والدعم الليبي، بسقوط 6 قتلى جراء الاشتباكات.
وتشهد ليبيا انقسامًا سياسيًا بين حكومتين متنافستين، الأولى معترف بها من الأمم المتحدة في طرابلس، ويرأسها عبد الحميد الدبيبة، والثانية مكلفة من البرلمان في بنغازي، برئاسة أسامة حماد.
وتوقفت مؤسسات الدولة الليبية عن العمل كوحدة واحدة منذ الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي، ومقتله عام 2011.
ومنذ ذلك الحين، شهدت البلاد صراعًا مستمرًا بين سلطات الغرب في طرابلس وسلطات الشرق المدعومة من الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وفي عام 2021، اختار منتدى الحوار السياسي الليبي برعاية الأمم المتحدة في جنيف، سلطة تنفيذية انتقالية لتولي إدارة البلاد حتى إجراء انتخابات عامة، كان من المقرر إجراؤها في ديسمبر/ كانون الأول من العام ذاته، لكنها لم تعقد حتى الآن.