حقيقة التحركات العسكرية الإسرائيلية في محافظة درعا جنوبي سوريا و"الاستعداد للتوغل البري"

وفي هذا السياق، نفى عمر عقلة، أحد وجهاء الجنوب السوري، في تصريح خاص لوكالة "سبوتنيك"، صحة هذه الأنباء بشكل قاطع، مؤكداً أنه لا وجود لأي تحركات عسكرية إسرائيلية جديدة تشير إلى نية التوغل داخل قرى وبلدات درعا أو السيطرة عليها برياً.

وأضاف عقلة أن الوضع الميداني لم يشهد أي توغل إسرائيلي باتجاه درعا في الآونة الأخيرة.

وأوضح عقلة أن مروجي هذه الأخبار اعتمدوا في مزاعمهم على التعزيزات العسكرية التي دفع بها الجيش الإسرائيلي مؤخراً إلى منطقة هضبة الجولان المحتلة، وذلك بالتزامن مع التوترات التي تشهدها محافظة السويداء. ولفت إلى أن هذه التحركات جاءت تحسباً لأي تطورات قد تؤدي إلى امتداد أعمال عسكرية نحو الجولان.

وأشار عقلة إلى وجود قوات إسرائيلية في منطقة حوض اليرموك التابعة لمحافظة درعا، من بينها ثكنة "الجزيرة" التي حولتها القوات الإسرائيلية إلى موقع عسكري دائم، يشهد تحركات آليات وجنود بين الحين والآخر.

بدء أول تدفق للغاز الطبيعي من تركيا إلى سوريا

2 أغسطس, 09:17 GMT

وفي سياق متصل، قال المحلل السياسي والبرلماني السوري السابق وليد درويش، في حديث خاص لـ"سبوتنيك"، إن التوغلات الإسرائيلية والاعتداءات المتكررة على السيادة السورية تُعد بمثابة تمهيد لتوغّل بري واسع النطاق في المستقبل القريب.

وأشار درويش إلى أن إذاعة الجيش الإسرائيلي نشرت قبل أيام خريطة تضمنت نقاطاً تم تمييزها باللون الأحمر، ووصفتها بأنها تشكل تهديداً لأمن "دولة إسرائيل". ومن بين هذه النقاط، لفت درويش إلى منطقة السومرية، الواقعة على بعد أقل من 1.5 كيلومتر من مركز العاصمة دمشق، معتبراً أن اختيار هذه النقطة يُعد مؤشراً خطيراً.

وبين درويش أن إسرائيل تسعى إلى استغلال مبررات أمنية وسياسية للتوغل برياً، مشيراً إلى أن هذه المبررات أصبحت جاهزة لدى صناع القرار الإسرائيليين، خاصة فيما يتعلق بالتمركز في مناطق القنيطرة ودرعا، والسيطرة الكاملة على "مثلث الموت" الذي يربط درعا والسويداء والقنيطرة.

وأضاف درويش أن الجيش الإسرائيلي تمكن من السيطرة على معظم النقاط الاستراتيجية في جبل الشيخ، مؤكداً أن الوضع العسكري في سوريا بات مكشوفاً بالكامل تحت نيران الجيش الإسرائيلي نتيجة السيطرة على مواقع حساسة مثل تل الحمر وتل الفرس.

سموتريتش يدعو لإقامة "ممر إنساني" لإدخال الغذاء والدواء للدروز في السويداء جنوبي سوريا

31 يوليو, 08:28 GMT

وختم درويش بالقول إن التوغّل البري الإسرائيلي قادم لا محالة، إلا أن تل أبيب تسعى حالياً إلى تفريغ الاتفاقيات السياسية من مضامينها قبل تنفيذ أي تقدم ميداني، مرجحاً أن تكون منطقة السومرية في دمشق أحد الأهداف الرئيسية لهذا التوغل المستقبلي.

ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العقيد نداف شوشاني، يوم الخميس الماضي، صورا قال إنها للمتحدث الآخر باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي خلال زيارته لما سماه بـ"المجتمعات الدرزية" في سوريا.

وأرفق شوشاني منشوره بمجموعة من الصور يظهر فيها أدرعي وهو يلتقي عددا من الأشخاص المرتدين لزي رجال الدين الدروز في مواقع متعددة. وقال شوشاني: "هكذا يرحب بصديقي أفيخاي أدرعي في المجتمعات الدرزية داخل سوريا".

وأردف شوشاني: "عندما تمنع إسرائيل مجزرة بحق أقلية من المدنيين الأبرياء، لا تسمع شيئا، وعندما تدافع إسرائيل عن نفسها في حرب بدأتها جماعة إرهابية (يقصد حرب غزة)، لا تسمع إلا اتهامات باطلة بالإبادة الجماعية".

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا قالوا إنها لجولة تفقدية أجراها أدرعي في القرى الدرزية الواقعة بين جبل الشيخ وريف دمشق، للاطلاع على مشاريع "مدنية" ينفذها الجيش الإسرائيلي مخصصة لمساعدة الدروز.

يأتي ذلك في خضم مطالبة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، بإقامة ممر فوري بين إسرائيل ومحافظة السويداء السورية، بحجة إتاحة إدخال المساعدات للدروز، والاستعداد عسكريا للدفاع عنهم.

وكتب سموتريتش على حسابه في منصة "إكس" إن الوضع في السويداء صعب جدا، معتبرا أن وقف إطلاق النار الحالي ليس سوى نوع من الهدوء المخادع لمحاصرة الدروز.

وتوتر الوضع بين دمشق وتل أبيب على خلفية قيام الأخيرة بقصف مواقع للجيش السوري، وذلك على خلفية الأزمة التي شهدتها مدينة السويداء، وهجوم مجموعات من العشائر والبدو على المدينة، ورصد انتهاكات جسيمة خلال المعارك، التي على أثرها ناش الزعيم وشيخ عقل الموحدين الدروز في السويداء حكمت الهجري بالتدخل الدولي لحماية طائفته من "الجرائم التي تعرضت لها"، لتتفق بعد ذلك دمشق وتل أبيب على التهدئة بوساطة أمريكية وعربية.