وكلفت الحكومة اللبنانية، جيش البلاد بوضع خطة تطبيقية لحصر السلاح قبل نهاية العام الجاري بيد سلطات البلاد.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، مساء الثلاثاء الماضي، بأن الحكومة اللبنانية عقدت جلسة وزارية استمرت 6 ساعات كاملة، قررت خلالها تكليف الجيش بوضع خطة لحصر السلاح بيد القوى الشرعية خلال 2025.
وأشارت الوكالة إلى شرط أن يجري عرض الخطة على مجلس الوزراء قبل نهاية الشهر الجاري، وفق ما أعلن رئيس الحكومة نواف سلام.
وفي وقت سابق يوم أمس الخميس، وافق مجلس الوزراء اللبناني على أهداف ورقة المبعوث الأمريكي توماس باراك، بشأن تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، تزامن ذلك وانسحاب 4 وزراء من الجلسة الحكومية.
حزب الله يتجاهل القرار
أكد "حزب الله" اللبناني، الأربعاء الماضي، أن "الحزب سيتعامل مع قرار الحكومة اللبنانية بسحب سلاح الحزب كأنه غير موجود".
وقال "حزب الله"، في بيان له، إن "قرار الحكومة حصر السلاح بيد الدولة يؤدي لإضعاف قدرة لبنان أمام العدوان الإسرائيلي الأمريكي"، مضيفا أن "قرار الحكومة يحقق لإسرائيل ما لم تحقّقه في عدوانها على لبنان".
ووصف الحزب قرار الحكومة بـ"الخطيئة الكبرى"، مؤكدا أن قرار نزع سلاح الحزب يمثل مخالفة واضحة للبيان الوزاري للحكومة ويطلق يد إسرائيل للعبث بأمنه وسياسته ومستقبل وجوده.
دعم إيراني واضح
كلام حزب الله، صاحبه تصريح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بأن محاولات نزع سلاح "حزب الله" اللبناني ليست جديدة، مشيرا إلى أن فعالية سلاح المقاومة أثبتت نفسها في ساحات المعارك.
وأوضح أن هذه المحاولات تجددت في الآونة الأخيرة وسط اعتقاد البعض بضعف الحزب، لكن موقف قيادته الحاسم أكد صمودها أمام الضغوط، وفقا لوكالة "تسنيم".
وأشار عراقجي إلى أن "شخصيات بارزة مثل الشيخ نعيم قاسم ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري جددوا دعمهم القوي لحزب الله"، مؤكدا أن الحزب "يعيش اليوم في ذروة قوته".
وكشف أن الأضرار التي لحقت بالحزب خلال الحرب الأخيرة تم إصلاحها، مع إعادة تنظيمه وتعيين قادة جدد، مما يجعله قادرا على الدفاع عن نفسه بكفاءة.
احتجاجات مؤيدة واسعة
وتظاهر أنصار حزب الله وحركة أمل في عدة مدن لبنانية، مساء الخميس، احتجاجا على موافقة الحكومة على أهداف الورقة الأمريكية لتعزيز وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال، التي تتضمن نزع سلاح المقاومة.
وتجمع مئات المحتجين عبر دراجات نارية في منطقة المشرفية، في ضاحية بيروت الجنوبية رافعين أعلام حزب الله وحركة أمل، وأطلقوا هتافات منددة بالقرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة.
كما خرجت مسيرة عبر السيارات والدراجات النارية في مدينتي النبطية وصور جنوب البلاد.
مباركة من أطراف دولية
اعتبرت أطراف دولية عدة قرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح، خطوة إيجابية نحو بسط السيادة الوطنية.
حيث هنأ وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، لبنان الخميس، على "القرار الشجاع والتاريخي" الذي اتّخذته حكومته هذا الأسبوع لنزع سلاح حزب الله، معتبراً أنّ هذا القرار سيتيح لبلاد الأرز "التقدم نحو السيادة الكاملة".
كما هنأ المبعوث الأمريكي، توم باراك، الرئيس اللبناني جوزيف عون، ورئيس الوزراء نواف سلام، ومجلس الوزراء على قرارهم "التاريخي والجريء والصائب" ببدء التنفيذ الكامل لاتفاقيات رئيسية تهدف إلى تحقيق الاستقرار في لبنان.