باحث في العلاقات الدولية: قمة ألاسكا أرست الرغبة الروسية الأمريكية في استبعاد أي مواجهة مباشرة

أكّد الباحث في العلاقات الدولية والاستراتيجية البروفيسور إيلي جرجي إلياس، أنه "في الشكل جاء اللقاء بين الرئيسين بوتين وترامب ناجحًا، وذلك من حيث السلامات الحارة والابتسامات المتبادلة والانسجام الظاهر بين الرجلين، وآلية اختيار مكان الاجتماع في ألاسكا وبعديّه التاريخي والجيوستراتيجي، بالإضافة إلى اعتماد فريقي اللقاء".
Sputnik
وقال إلياس في تصريحات لـ"سبوتنيك": "أما على صعيد المضمون، وضعت القمة الأسس لحل شامل في أوكرانيا، ولو أنّ الطريق ما زال مفتوحا في المفاوضات المستقبلية بين الفريقين"، مشيرا إلى "رغبة الفريقين الحاسمة باستبعاد أية مواجهة مباشرة بينهما، واعتماد آليات البحث عن حلول ضرورية وطويلة الأمد".
وزير أردني سابق لـ"سبوتنيك": قمة ألاسكا سحبت البساط من تحت الدول الأوروبية
ورأى الباحث في العلاقات الدولية والاستراتيجية أن "الاتفاق حول أوكرانيا مقدمة لتطبيع شامل بين البلدين، مع تركيز الرئيس بوتين على أن الحوار الدائم مدخل لتفاهمات طويلة الأمد، وهذا ما أرضى الرئيس ترامب. كما بدا لافتًا تركيز القيادة الروسية على أن تقوم أوروبا الغربية بإشراف أمريكي بتحييد نفسها عن مجال المؤامرات لتعطيل مفاعيل التفاهمات والاتفاقيات المتتابعة بين موسكو وواشنطن".
ومن النقاط الأساسية في القمة، وفقًا للبروفيسور إلياس، هي "تأكيد ترامب المطلق أن لا علاقة للروس بنتائج الانتخابات الأمريكية في العشر سنوات الأخيرة، وإشارة الرئيس بوتين أن رغبة ترامب في المفاوضات صادقة، ما يعزز مسارات التفاوض".
واعتبر البروفيسور إلياس أن "إشادة ترامب بالقيادة السياسية في بيلاروسيا، يفتح الطريق أمام دور بيلاروسيا في تحقيق السلام مستقبلا في أوكرانيا".

وقال: "عدم الوصول إلى اتفاق دقيق في هذه الجولة من المفاوضات حول القضية الأهم، كما أشار ترامب، أي أوكرانيا، لا يلغي مسألتين، المكاسب الروسية الاستراتيجية التي باتت صريحة في شبه جزيرة القرم والمناطق الأربعة، والمكاسب الأمريكية المالية التي باتت واضحة انطلاقا من اتفاقية المعادن، وكل ذلك على حساب أوكرانيا".

وفي المحصلة، وبحسب البروفيسور إلياس، فإن "أوكرانيا هي الخاسر الأكبر، وأوروبا الغربية خاسرة أيضا ما لم تبدل سياساتها، ومصير الرئيس زيلينسكي على المحك، كما أن للصين ودول الخليج العربي دور مستقبلي في توثيق السلام على الأراضي الأوكرانية".
وفي وقت سابق من صباح اليوم السبت، أعلن الكرملين انتهاء المحادثات بـ"الصيغة الضيقة"، بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا.
وأفاد مراسل "سبوتنيك"، بأن المحادثات بين الرئيسين بوتين وترامب في ألاسكا، في "صيغة ضيقة" استمرت ساعتين و45 دقيقة.
وشارك في المباحثات من الجانب الروسي كل من مساعد الرئيس يوري أوشاكوف، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الدفاع أندريه بيلاؤوسوف، ووزير المالية أنطون سيلوانوف، وكيريل دميترييف، الممثل الخاص للرئيس للتعاون الاستثماري والاقتصادي مع الدول الأجنبية.
وخلال الزيارة، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الحوار مع الرئيس الأمريكي، قد نضج وكان من الضروري الانتقال إلى الحوار والابتعاد عن المواجهة، موضحا أن "روسيا والولايات المتحدة، جارتان قريبتان على الرغم من أن المحيط يفصل بينهما".
وأضاف بوتين:

جزء كبير من التاريخ المشترك بين روسيا والولايات المتحدة مرتبط بألاسكا، وحتى يومنا هذا، لا تزال ألاسكا تحتفظ بكمية كبيرة من التراث الثقافي لأمريكا الروسية.

وأردف: "الوضع الحالي في أوكرانيا مأساة وألم كبير لروسيا، ولدى روسيا والولايات المتحدة العديد من المجالات المثيرة للاهتمام للعمل المشترك، ونتوقع أن كييف لن تعيق التقدم المحرز في التسوية".
مناقشة