"ما قبل ليس كما بعد"... خبراء: بوتين وترامب يواجهان عدوا مشتركا

أكد سيباستيان شولتز، الخبير الأرجنتيني المتخصص في العلاقات الدولية، أن القمة التي عقدها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، "بالغة الأهمية"، منوّهًا إلى أنه "سيكون لها دور جوهري في التحول الجيوسياسي".
Sputnik
وقال الخبير الأرجنتيني لوكالة "سبوتنيك"، إن هذا الاجتماع "كان بالغ الأهمية، وإنجازًا يُمكن أن يُقسّم مسار الأحداث إلى ما قبل وما بعد، ليس فقط في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، بل أيضًا في الصراع الأوكراني، الذي يلعب دورًا محوريًا في التحول الجيوسياسي للنظام الدولي".
وتابع: "يُنسّق ترامب وبوتين، إجراءاتٍ تهدف إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا، الأمر الذي يتطلب حرمان حلف الناتو من هامش المناورة والتحرك نحو تفكيك العولمة كمشروع هيمنة عالمي".
أكاديمي عراقي: لقاء بوتين وترامب محطة هامة وينعكس إيجابا على دول العالم
وأوضح الخبير الأرجنتيني سيباستيان شولتز، أن الرئيسين "ربما يُحدّدان حدود التغييرات الإقليمية في أوكرانيا، ويُحدّدان الأدوار، التي ستلعبها روسيا والولايات المتحدة في الحفاظ على السلام في المنطقة".
وأشار الخبير إلى أنه

بالإضافة إلى أوكرانيا، تُقدّم روسيا أيضًا مسارًا لتحقيق حل مستدام وطويل الأمد من شأنه ضمان السلام في أوراسيا. الآن، يبقى أن نرى كيف ستسير المفاوضات مع زيلينسكي، وما إذا كان سيتم التوصل إلى وقف إطلاق النار، أو ما إذا كان الناتو والعولميون سيحاولون منعه.

وحول عقد الاجتماع في ألاسكا، قال الخبير الأرجنتيني: "ليس من قبيل المصادفة أن يُعقد الاجتماع في ألاسكا، وصل بوتين إلى الولايات المتحدة وأبدى قدرته على التفاوض من موقع قوة. إن ترامب وبوتين، إلى جانب دول "بريكس"، يواجهون عدوًا مشتركًا، بعض الدوائر في الحزب الديمقراطي الأمريكي، الأكثر ارتباطًا بالتوجه الأطلسي والعولمي".
وبدوره، قال الخبير الكوبي يوسماني فرنانديز باتشيكو، الباحث في معهد "راؤول روا غارسيا" للعلاقات الدولية: "من المهم الإشارة إلى أن كلا الرئيسين أشارا إلى تحقيق السلام وحل النزاع في خطابيهما بعد المحادثات. وبالتالي، يمكننا القول إن الحوار، بطريقة أو بأخرى، كان مثمرًا وبنّاءً من حيث تحديد خطة عمل أوضح وأكثر واقعية بشأن الوضع في أوكرانيا".
بوتين: روسيا مستعدة لضمان أمن أوكرانيا ولديها مصلحة بإنهاء الصراع
وتابع الخبير الكوبي: "من وجهة نظر رمزية، يُمكن اعتبار دخول الرئيس بوتين موكب ترامب مظهرًا من مظاهر الدبلوماسية والتقارب، وهو ما تجلى في أجواء الاحترام العام التي سادت الاجتماع، بالإضافة إلى المصافحة والكلمات والإيماءات أثناء التحية".
وفي وقت سابق من صباح اليوم السبت، أعلن الكرملين انتهاء المحادثات بـ"الصيغة الضيقة"، بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا.
وأفاد مراسل "سبوتنيك"، بأن المحادثات بين الرئيسين بوتين وترامب في ألاسكا، في "صيغة ضيقة" استمرت ساعتين و45 دقيقة.
وشارك في المباحثات من الجانب الروسي كل من مساعد الرئيس يوري أوشاكوف، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الدفاع أندريه بيلاؤوسوف، ووزير المالية أنطون سيلوانوف، وكيريل دميترييف، الممثل الخاص للرئيس للتعاون الاستثماري والاقتصادي مع الدول الأجنبية.
وخلال الزيارة، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الحوار مع الرئيس الأمريكي، قد نضج وكان من الضروري الانتقال إلى الحوار والابتعاد عن المواجهة، موضحا أن "روسيا والولايات المتحدة، جارتان قريبتان على الرغم من أن المحيط يفصل بينهما".
وأضاف بوتين:

جزء كبير من التاريخ المشترك بين روسيا والولايات المتحدة مرتبط بألاسكا، وحتى يومنا هذا، لا تزال ألاسكا تحتفظ بكمية كبيرة من التراث الثقافي لأمريكا الروسية.

وأردف: "الوضع الحالي في أوكرانيا مأساة وألم كبير لروسيا، ولدى روسيا والولايات المتحدة العديد من المجالات المثيرة للاهتمام للعمل المشترك، ونتوقع أن كييف لن تعيق التقدم المحرز في التسوية".
مناقشة