لافروف: لقاء بوتين وزيلينسكي طرح بشكل ارتجالي ولم يناقش في القمة الروسية الأمريكية

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الأحد، أن مسألة لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزيلينسكي، لم تتم مناقشتها في القمة الروسية الأمريكية في ألاسكا، مشيرا إلى أن هذا الموضوع قد طرح لاحقا بشكل ارتجالي.
Sputnik
وقال في مقابلة مع شبكة "إن بي سي": "هذه الشائعات تروج، في المقام الأول، من قبل فلاديمير زيلينسكي نفسه ورعاته الأوروبيين، لم يناقش هذا الأمر في أنكوريج، طُرح الموضوع لاحقًا، ويمكن القول، بشكل ارتجالي، عقب اجتماع واشنطن بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضيوفه".
وبيّن لافروف، أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، ناقشا خلال لقائهما في ألاسكا، خطوات عملية وقضايا جدية تتعلق بالأمن.
وقال لافروف، ردا على سؤال حول ما إذا كان بوتين يريد بالفعل عقد صفقة بشأن أوكرانيا من أجل ترامب: "تعلمون، لن أخوض في هذه التفسيرات اللغوية.. بدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة ألاسكا، كان لديهم لقاء غني بالمضمون في أنكوريدج، ناقشا خلاله خطوات عملية، وليس فقط من سيلتقي بمن وكيف ستتم تغطية ذلك، ناقشوا قضايا جدية تتعلق بالأمن، كان انتهاك المصالح الروسية في المجال الأمني ​​أحد الأسباب الجذرية لكل ما حدث".

وذكّر لافروف بأن روسيا اقترحت مراراً صياغة مشاريع لضمانات أمنية، مضيفا: في عام 2008، اقترحنا توقيع اتفاقية بين روسيا والناتو، لكنهم تجاهلوا هذا المقترح. وفي عام 2021، قبل أن نضطر لاتخاذ قرار بدء العملية العسكرية الخاصة، قدمنا مقترحين لمعاهدتين: واحدة بين روسيا والولايات المتحدة، وأخرى بين روسيا والناتو، لكن ذلك أيضاً تم تجاهله، بل وبطريقة متعجرفة للغاية.

وتابع لافروف: "أنطوني بلينكن، الذي كان حينها وزير الخارجية الأمريكي، قال لي خلال لقائنا في جنيف في كانون الثاني/يناير 2022: انس الأمر، يمكننا مناقشة بعض القيود على توريد الأسلحة التي سنقدمها نحن، والغرب، لأوكرانيا، لكن مسألة عضوية الناتو ليست مطروحة للنقاش".

وتابع: "وعندما أشرت إلى أن ذلك يمثل انتهاكا صارخا لمبدأ الأمن غير القابل للتجزئة، أجاب بأن الأمن غير القابل للتجزئة في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مجرد إعلان سياسي، لكن الإعلان السياسي الموقع من قِبل القادة هو أمر يجب احترامه انطلاقاً من أبسط قواعد اللياقة الدبلوماسية والسياسية".

وأضاف الوزير أن الرئيس الروسي صرّح بوضوح، بأن موسكو مستعدة لمواصلة المفاوضات الروسية الأوكرانية المباشرة التي بدأت في إسطنبول.

وأضاف لافروف: "أشار بوتين إلى ضرورة التخطيط الجيد للاجتماعات الرفيعة المستوى، وخاصة بين زعيمي روسيا وأوكرانيا، لذلك، من الضروري وجود عملية تحضيرية متفق عليها بين الطرفين".

بوتين: لقائي مع ترامب في ألاسكا كان غنيا وصريحا
وبيّن لافروف، أن روسيا تعترف "بالأمر الواقع الذي يقول إن زيلينسكي رئيس النظام الأوكراني الحالي"، إلا أنه ليس له صفة شرعية يمكنه توقيع وثائق قانونية من خلالها حين يقتضي الأمر.
وأوضح لافروف: "نحن نعترف به كرئيس أمر واقع للنظام، وفي هذه الصفة نحن مستعدون للقاء به، لكن هل تريدون الحصول على الصورة كاملة أم فقط الجزء الذي يناسبكم؟.. عندما يحين وقت توقيع الوثائق القانونية، يجب أن يكون لدى الجميع فهم واضح أن الطرف الموقّع شخصية شرعية. ووفقاً لدستور أوكرانيا، فإن فلاديمير زيلينسكي في الوقت الراهن ليس كذلك".
وأكد لافروف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد للقاء فلاديمير زيلينسكي، شريطة أن يتضمن اللقاء جدول الأعمال الرئاسي، لا أن يكون فرصة لإضفاء الشرعية على نظام زيلينسكي.
وقال لافروف إن "لا نعتبر اللقاء لإتاحة فرصة أخرى لفلاديمير زيلينسكي لتسليط الضوء عليه أمرا مناسبا، لسنا ضد ممارسته للألاعيب وتقديمه عروضاً متنوعة، لكن هذا لن يحل المشكلة، لأن زيلينسكي صرّح علنا بأنه لن يناقش أي مسألة بشأن الأراضي، متحدياً بذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزملاءه الأمريكيين الذين قالوا إن مسألة الأراضي يجب أن تكون موضوعاً للتفاوض. وقد صرّح بوضوح أنه لا يمكن لأحد أن يمنعه من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وهو ما يتناقض تماماً مع تصريحات الرئيس ترامب".
لافروف: الدول الغربية تحاول منع المفاوضات بشأن أوكرانيا وتعطيل العملية التي أطلقها بوتين وترامب

وجدد لافروف التأكيد أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرّح بوضوح أنه مستعد للقاء، شريطة أن يكون له جدول أعمال رئاسي حقيقي".

وأضاف وزير الخارجية الروسي أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد للقاء به، لكن لا، لا يمكننا أن نلتقي لمجرد التقاط صورة ومنحه فرصة إعلان شرعيته، فالشرعية في نهاية المطاف مسألة منفصلة، وبغض النظر عن موعد انعقاد هذا اللقاء (الذي يجب أن يكون معدا له جيدا)، فإن مسألة من سيوقع الوثيقة (اتفاقية السلام) من الجانب الأوكراني بالغة الأهمية".
من ناحية أخرى، أكد لافروف أن "لأوكرانيا الحق في الوجود بشرط "إطلاق سراح" هؤلاء الأشخاص الذين تطلق عليهم "إرهابيون" و"آخرين"، والذين قرروا في عدة استفتاءات في نوفوروسيا ودونباس والقرم أنهم جزء من الثقافة الروسية، والحكومة التي تولت السلطة نتيجة الانقلاب وضعت على عاتقها المهمة الأساسية المتمثلة في تدمير كل ما هو روسي".
ترامب يعلن عن "قرار مهم للغاية" بشأن أوكرانيا خلال أسبوعين
مناقشة