بدأت المسيرة من منطقة عين المريسة باتجاه المنارة، وشارك فيها المئات من بينهم أهالي الضحايا والجرحى، إلى جانب شخصيات سياسية واجتماعية وناشطين حقوقيين، رافعين شعار: "لنقول لأعدائنا إننا نفتخر بأبطالنا، من ارتقى شهيدا ومن أصيب، ونحتفي بتعافيهم، فجراحهم شرف لنا ولوطننا".
وسار المشاركون حاملين صوراً وملصقات تخلّد ذكرى الضحايا وتعبر عن التضامن مع الجرحى، فيما ارتفعت الهتافات المؤيدة للمقاومة والداعية للتمسك بخيارها.
وفي كلمة ألقاها النائب إلياس جرادي، قال: "يخطئ من يظن أن ما جرى في مثل هذا اليوم قبل عام هو اعتداء على مجموعة محددة أو على مقاومة أو طائفة بعينها. نعم بالوقائع كان استهدافا لمقاومين، ولكن في المفهوم والسياق العام كان اعتداء على الإنسانية جمعاء، على الحضارة التي بنيت بآلاف السنين من النضالات والتضحيات والفلاسفة والأنبياء والشهداء. هي ليست جريمة ضد الإنسانية فحسب، بل أكبر جريمة عرفها العصر الحديث بعد جريمة آدم وحواء حين أكلا من شجرة المعرفة وأُخرجا من الجنة".
بيروت تحيي ذكرى تفجير البيجر بمسيرة حاشدة
© Sputnik . Abdul Kader Al-Bay
وأضاف جرادي: "هذه الجريمة لم تكن معزولة، بل كانت تمهيداً لمنظومة جديدة تستبيح كل شيء، منظومة تعتبر أن حرق الأطفال وتجويعهم في غزة والإبادة هناك مجرد وجهة نظر أو فيلم سينمائي. ما جرى لم يكن استهدافا عسكريا بحتا، بل محاولة لإسقاط كل القيم الإنسانية والمحظورات التي تحفظ بقاء الحضارة على هذه الأرض".
بيروت تحيي ذكرى تفجير البيجر بمسيرة حاشدة
© Sputnik . Abdul Kader Al-Bay
وختم جرادي: "نحن أمام صراع تاريخي بين الخير والشر، بين الطبيعة الإنسانية والطبيعة الحيوانية التي يريدون تعميمها تحت شعارات ديمقراطية زائفة. نحن آخر معاقل الإنسانية على هذا الكوكب، وسنستمر وسننتصر".
بيروت تحيي ذكرى تفجير البيجر بمسيرة حاشدة
© Sputnik . Abdul Kader Al-Bay
بدوره قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة"، النائب رائد برو لـ"سبوتنيك": "الرسالة التي نريد إيصالها اليوم أننا تعافينا، كنا متعافين على مستوى الروح والإرادة والثبات، وهذه الصفات لم تفارقنا. لكننا أيضاً تعافينا على مستويات أخرى لا نرغب في الحديث عنها كثيراً".
وقالت فداء عبد الفتاح: "أنا هنا اليوم ليس لأنني أنتمي لحزب الله، ولا لأنني شيعية أو من منطقة تقليدياً قريبة من المقاومة. أنا هنا لأنني مؤمنة أن المقاومة هي الخيار الوحيد الذي يحفظ كرامتنا. كل كلام خارج هذا السياق لا قيمة له. وما يجري اليوم أسقط القانون الدولي وأسقط المؤسسات الدولية التي ادعت لعقود أنها حامية للعدالة. هذه المنظومة سقطت، وما نشهده عندنا سيصل إلى شوارعهم غداً".
بيروت تحيي ذكرى تفجير البيجر بمسيرة حاشدة
© Sputnik . Abdul Kader Al-Bay
واختُتمت المسيرة بمشهد رمزي لإضاءة الشموع، "تخليداً لذكرى الشهداء والجرحى، وتجديداً للعهد بالمضي في طريق المقاومة والصمود".
يذكر أنه في 17 سبتمبر/ أيلول عام 2024، شهد لبنان واحدا من أعقد وأغرب العمليات الأمنية في تاريخه الحديث، عندما انفجرت أجهزة الاتصال اللاسلكي "البيجر" التي كان يستخدمها "حزب الله" اللبناني جنوبي البلاد والضاحية الجنوبية لبيروت.
وأسفرت التفجيرات عن مقتل 8 أشخاص، من بينهم طفلة، وإصابة نحو 3 آلاف آخرين، من بينهم السفير الإيراني في بيروت، في حادثة أجمعت مصادر عدة على أن إسرائيل تقف وراءها.