وقال معلوف، في حديث لإذاعة "سبوتنيك": "الخطاب لخّص مرحلة طويلة جدًا، منذ الحرب العالمية الثانية وما قبلها وصولًا إلى اليوم"، مشددًا على أن "يد روسيا ممدودة للسلام في الوقت الذي تعرف ما يحّضره الغرب وهي جاهزة للمواجهة في حال توجيه أي ضربة ضد روسيا".
ورأى معلوف أن "بوتين ألمح إلى مصالح روسيا الاستراتيجية الوطنية واستعدادها للدفاع عنها"، لافتًا إلى إن "الغرب لا يزال يطمح للاستيلاء على روسيا لاعتقداه أن بإمكانه استعمارها".
وأكد أن "بوتين رسم خطوطًا حمراء للسياسة الغربية تجاه روسيا"، موضحًا أن "كل الأمور التي طرحها بوتين تدخل في سياق المواجهة مع الغرب لأن روسيا منذ بداية الأزمة في أوكرانيا، تريد أن يكون الحل عبر المفاوضات ومؤتمر السلام، عكس الغرب الذي يسعى إلى استنزاف روسيا استراتيجيًا".
وتابع الخبير في العلاقات الدولية والمتخصص في الشأن الروسي: "لهذا السبب أعطى بوتين رسائل واضحة جدًا أنه يمكن وجود خلاف وحله بالطرق الدبلوماسية، لكن التعامل مع روسيا للاستيلاء عليها أو أن يكون لدى أوروبا منظومة أمن على حساب الأمن الروسي، غير ممكن".
معلوف اعتبر أن "العنوان الرئيسي في كلمة بوتين، هو العالم المتعدد الأقطاب والأسس التي سيبنى عليها"، مؤكدًا على أن "الهيمنة طريق مسدود لا يمكن الاستمرار به".
وأوضح الخبير في الشأن الروسي أن "أوروبا منذ فترة تعمل عكس مصالحها"، مضيفًا أن "الزعماء الأوروبيين يحاولون توريط الولايات المتحدة في الصراع الأوكراني، وهي لا تريد ذلك".
وكشف معلوف أن "العديد من النخب الحاكمة في أوروبا وصلت الى أدنى شعبية في بلدها، ولتعود وتشد العصب حولها كان لا بد من خلق عدو وهمي وهو روسيا".
وشدد على أن "بوتين يستند إلى وقائع كثيرة أبرزها الميدانية، التي تفرض أجندة معينة في النهاية".