وتوصل العلماء، مؤخرا، إلى اكتشاف قد يحل لهذه المشكلة، ويسبب في الوقت نفسه مشاكل أخرى كثيرة، فكلما تأخر الإنجاب، كان الوضع أسوأ.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يصيب العقم واحدًا من كل ستة أشخاص تقريبا على وجه الأرض، ويُعدّ "العامل الأنثوي" أحد الأسباب الرئيسية.
وتكمن المشكلة الرئيسية في تأجيل الإنجاب، في عالم اليوم، تنجب النساء بشكل متزايد طفلهن الأول بعد سن الثلاثين، وأحيانًا بعد سن الخامسة والثلاثين.
ولقد تغيرت أنماط الحياة والأعراف الاجتماعية، فأصبح الناس يُعطون الأولوية لبناء مسيرة مهنية، وضمان الأمن المالي، واختيار الشريك المناسب، ومع ذلك، لم يتكيف علم الأحياء مع احتياجات المرأة الجديدة، فإمدادات البويضات محدودة، ومع التقدم في السن، تقلّ وتتدهور جودتها.
وتبلغ الخصوبة ذروتها بين سن 20 و24، بعد سن 35، تنخفض احتمالية الحمل بشكل حاد، بينما يزداد خطر الإجهاض والتشوهات الكروموسومية لدى الجنين.
ومع ذلك، يبدو أن تجربة جديدة قادرة على التوفيق بين أنماط الحياة العصرية للنساء ورغبتهن في إنجاب الأطفال.
واستخدم الباحثون من جامعة أوريغون للصحة والعلوم، أساليب جُرِّبت لأول مرة أثناء استنساخ النعجة دوللي عام 1997، إذ استخلصوا النواة من خلية جلدية طبيعية، تحتوي على معظم المعلومات الجينية، وزرعوها في بويضة متبرعة منزوعة النواة سابقًا.
وبخلاف تجربة دوللي، التي شملت أحد الوالدين فقط، أنتجت هذه الطريقة أجنة تحتوي على كروموسومات من الأم والأب.
وتمثل التحدي الرئيسي في ضمان العدد الصحيح للكروموسومات في البويضة المخصبة المعاد برمجتها، تحتوي كل خلية، من الحيوانات المنوية والبويضات، على 23 كروموسومًا، أي نصف العدد الإجمالي للكروموسومات البالغ 46 كروموسومًا الموجود في الخلايا البشرية الطبيعية، مثل خلايا الجلد.
ونجح فريق البحث في تطوير طريقة لإزالة الكروموسومات الزائدة، تحاكي انقسام الخلايا الطبيعي، حيث أنتجت هذه العملية، المسماة "الانقسام المتساوي"، 82 بويضة غير ناضجة وعاملة، خُصبت بعد ذلك في المختبر.
وفقًا للباحثين، يفتح إنجازهم آفاقًا واسعة في مجال الطب التناسلي. تقول بولا أماتو، المؤلفة المشاركة في الدراسة وأستاذة طب التوليد وأمراض النساء في كلية الطب بجامعة ولاية أوهايو: "سيسمح هذا للنساء الأكبر سنًا أو النساء اللاتي يفتقرن إلى البويضات لأي سبب من الأسباب (مثل اللواتي خضعن سابقًا لعلاج السرطان) بإنجاب طفل ذي صلة وراثية".
مع ذلك، لا تزال فعالية هذه الطريقة منخفضة. فقد وصل أقل من 9% من البويضات المُنتجة إلى مرحلة الكيسة الأريمية، والتي تُعادل خمسة إلى ستة أيام من النمو.
وكانت جميع الأجنة الناتجة مشوهة كروموسوميًا، ولم تكن قابلة للحياة، مما يُبرز الحاجة إلى مزيد من التحسينات على هذه التقنية.