ونقلت وسائل إعلام سورية، عن شهود عيان قولهم: "نفذت طائرات حربية إسرائيلية، مساء اليوم الخميس، تحليقا مكثفا وانتهاكا واسعا للسيادة الجوية السورية من جنوب البلاد حتى شمالها"، وأكدوا أن "سربا من الطائرات وصل إلى أرياف محافظات حماة واللاذقية وحلب".
وتناقلت وسائل إعلام سورية ومنصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور تقول إنها من أجواء الجنوب السوري وفوق مدينة حمص وسط البلاد، وتبين أن العدد وصل إلى 8 مقاتلات حربية.
جاء ذلك، غداة الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزيرا الدفاع والخارجية وعدد من المسؤولين الإسرائيليين، يوم أمس الأربعاء، إلى "المنطقة العازلة" جنوبي سوريا.
وكانت وزارة الخارجية السورية أدانت بـ "أشد العبارات" الزيارة التي أجراها نتنياهو، إلى جنوبي سوريا، معتبرة أنها "غير شرعية، وتُمثل انتهاكا خطيرًا لسيادة البلاد ووحدة أراضيها"، مبينة أنها "محاولة جديدة لفرض أمر واقع يتعارض مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
وأضاف الوزارة في بيانها: "الزيارة تأتي في سياق "سياسات الاحتلال الرامية إلى تكريس عدوانه واستمراره في انتهاك الأراضي السورية"، وتابعت: "دمشق تجدد مطالبتها بخروج الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي السورية".
وكان نتنياهو ووزيرا الدفاع يسرائيل كاتس، والخارجية غدعون ساعر، وعدد من المسؤولين الإسرائيليين قد تفقدوا قوات إسرائيلية متمركزة على الجانب السوري.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان، إنه خلال جولة تفقدية في المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تولي أهمية كبيرة لقدراتها الدفاعية والهجومية في الجبهة الشمالية"، مشددًا على أن "هذه مهمة قد تتطور في أي لحظة".
وكان الجيش الإسرائيلي قد تقدم في 9 كانون الأول/ديسمبر الماضي، عقب رحيل حكومة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، باتجاه الداخل السوري انطلاقا من بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، إلى بوابة القنيطرة التي كانت تفصل المناطق التي سيطرت عليها إسرائيل عن الأراضي التابعة لسلطة الدولة السورية بموجب اتفاق وقف إطلاق النار عام 1974 بين سوريا وإسرائيل.
وأكد مكتب نتنياهو، حينذاك، أن "الجيش سيحتفظ بسيطرته "مؤقتًا" على المنطقة العازلة في الجولان، إلى أن تظهر "قوة" في سوريا قادرة على ضمان الالتزام باتفاق فض الاشتباك لعام 1974".
وكان نتنياهو قد أعلن أن إسرائيل تراقب عن كثب تطورات الوضع في سوريا وستفعل كل ما هو ضروري لحماية حدودها، معلنًا انتهاء اتفاقية فض الاشتباك.