وقال نائب قائد العمليات المشتركة، الفريق أول الركن قيس المحمداوي، إن "العراق وضع منذ سنوات خططا محكمة لتعزيز أمن حدوده مع سوريا، شملت تحصينات هندسية، وموارد مراقبة فنية، وأبراجا وخنادق، إلى جانب تعزيز الجهد الاستخباري والبشري على طول الشريط الحدودي البالغ 615 كيلومترا".
وأوضح أن "مؤشرات التسلل خلال عام 2025 كانت إيجابية للغاية، إذ سُجلت في بعض الأشهر حالات صفر، بفضل إنشاء خطوط دفاعية متعاقبة داخل العمق العراقي، وانتشار قوات الجيش والحشد الشعبي في مواقع منتخبة لإسناد قطعات الحدود عند الحاجة"، وفقا لوكالة الأنباء العراقية (واع).
وأشار إلى "اعتماد القوات العراقية على التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة ومنظومات المراقبة الجوية والدفاع الجوي، إضافة إلى السيطرة على المساحات الصحراوية في الأنبار وغرب نينوى لمنع تحركات بقايا "داعش" أو إعادة تموضعه".
وأكد المحمداوي "وجود تنسيق واسع بين مختلف التشكيلات الأمنية، إلى جانب تعاون كبير من سكان المناطق المحررة"، لافتا إلى أن "التحصينات وحدها لا تكفي لمنع التسلل، بل يجب دعمها بالمراقبة المستمرة وتبادل المعلومات والتنسيق الإقليمي".
وبيّن أن "الساحة السورية تؤثر بشكل مباشر على الأمن العراقي، ما يستدعي تنسيقا مشتركا يحترم سيادة العراق ومصالحه"، مشيرا إلى "وجود تنسيق ميداني على مستوى القادة الميدانيين على الحدود، يشمل تبادل المعلومات وتسليم المطلوبين".
وأوضح أن "عملية الإنزال الجوي نُفذت بناء على معلومات استخبارية دقيقة وفرتها خلية الصقور، وأسفرت عن إلقاء القبض على أهداف مهمة داخل العمق السوري على مسافة نحو 10 كيلومترات، بالتنسيق مع التحالف الدولي، مؤكدًا مجددًا أن العملية منفصلة تمامًا عن الضربات الجوية الأمريكية".
وأعلن وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث، اليوم السبت، بدء عملية "ضربة عين الصقر" في سوريا، للقضاء على مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا ودول عدة)، ردًا على الهجوم الأخير على القوات الأمريكية في مدينة تدمر وسط سوريا.
وكتب هيغسيث عبر منصة "إكس": "في وقت سابق من اليوم، بدأت القوات الأمريكية عملية "ضربة عين الصقر" في سوريا، للقضاء على مقاتلي "داعش" والبنية التحتية ومواقع الأسلحة، ردًا مباشرًا على الهجوم على القوات الأمريكية، الذي وقع في 13 ديسمبر (كانون الأول) في تدمر، سوريا".
وأضاف: "هذه ليست بداية الحرب، إنها إعلان انتقام".
كما أعلنت القيادة الوسطى الأمريكية (سنتكوم)، أن "القوات الأمريكية بدأت بتنفيذ ضربات واسعة ضد تنظيم "داعش" في سوريا.
وقالت "سنتكوم"، في بيان، إن "القوات الأمريكية بدأت تنفيذ ضربات واسعة النطاق استهدفت البنية التحتية لتنظيم" داعش" ومواقع الأسلحة التابعة له في سوريا، وذلك ردًا على الهجوم الذي تعرضت له القوات الأمريكية والقوات الشريكة في البلاد، في 13 ديسمبر (كانون الأول الجاري)".
وأضاف البيان أن "العملية تأتي في إطار جهود القضاء على قدرات التنظيم ومنع تهديده المستمر للقوات الأمريكية وحلفائها"، مشيرًا إلى أن "معلومات إضافية ستُعلن في وقت لاحق".
وفي السياق ذاته، قالت وسائل إعلام أمريكية، نقلا عن مسؤولين في واشنطن، إن "الجيش الأمريكي نفذ سلسلة غارات جوية واسعة النطاق ضد عشرات المواقع التابعة لتنظيم "داعش" في وسط سوريا، شملت مخازن أسلحة ومبانٍ تُستخدم لدعم عملياته".
وبحسب وسائل إعلامية أمريكية، شاركت في الهجوم طائرات حربية من طراز "إف-15" و"إيه-10"، إضافة إلى مروحيات "أباتشي" الهجومية، إلى جانب استخدام صواريخ من منظومة "هيمارس".
وأفادت التقارير بأن العمليات الأمريكية قد تستمر لساعات عدة، في ظل تصعيد عسكري يستهدف ما تبقى من قدرات التنظيم في البادية السورية.
وفي 13 ديسمبر الجاري، أعلنت "سنتكوم" مقتل اثنين من أفراد الخدمة العسكرية الأمريكية ومدني أمريكي واحد، وإصابة 3 أشخاص من أفراد الخدمة، نتيجة كمين نفذه مسلح منفرد من تنظيم" داعش" الإرهابي في سوريا. وقد جرى الاشتباك مع المسلح وقتله، بحسب "سنتكوم".