تمكّن الفريق الأممي الصغير، يوم الجمعة الماضي، من الدخول إلى المدينة التي سقطت في يد قوات الدعم السريع في أكتوبر الماضي بعد حصار دام أكثر من 500 يوم.
ووصفت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، دينيس براون، المدينة بأنها "مسرح جريمة" و"شبح لما كانت عليه سابقاً".
وقالت براون في تصريحات لوكالة "فرانس برس": "المدينة ليست مليئة بالناس، رأينا أشخاصاً قلائل جداً يعيشون في مبانٍ مهجورة أو تحت أغطية بلاستيكية بدائية، بدون ماء أو خدمات صرف صحي".
وأضافت أن الفاشر، التي كانت تضم أكثر من مليون نسمة، أصبحت "مركز المعاناة الإنسانية" في السودان، مع استمرار مواجهتها للمجاعة وتدمير أجزاء كبيرة منها.
وأشارت براون إلى أن الفريق لم يتمكن من رؤية أي معتقلين، رغم اعتقادهم بوجودهم، مؤكدة أن التحقيقات في الانتهاكات ستُجرى من قبل خبراء حقوق إنسان، بينما يركز مكتبها على إيصال المساعدات للناجين.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.
وخرجت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، وبين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، إلى العلن بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكوّن العسكري، الذي يضم قوات الجيش وقوات الدعم السريع، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص بعضهم إلى دول الجوار، كما تسببت بأزمة إنسانية تعد من الأسوأ في العالم، بحسب الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.