بنسبة تصويت فاقت 90 %... وهران غربي الجزائر أفضل وجهة سياحية في أفريقيا

فازت ولاية وهران عاصمة الغرب الجزائري، بالجائزة الذهبية التي يمنحها الاتحاد الأفريقي الآسيوي للسياحة والتجارة الإلكترونية والاقتصاد، بلقب أفضل وجهة سياحية صاعدة في أفريقيا لسنة 2025 .
Sputnik
وتم الاختيار حسب رئيس الاتحاد الأفريقي الآسيوي للسياحة والتجارة الإلكترونية والاقتصاد الدكتور حسام درويش، أن تتويج وهران كأفضل وجهة سياحية أفريقية صاعدة لسنتي 2025 -2026، وفق جملة من المعايير، من بينها المقومات البشرية والسياحية والتاريخية والترفيهية والثقافية والرياضية.
وضمت اللجنة خبراء من مختلف أنحاء العالم في مجالات التنمية السياحية والاقتصادية والمستدامة، رشحت في البداية خمس مدن أفريقية، قبل تقليص القائمة إلى ثلاث مدن، ليقع الاختيار في النهاية على مدينة وهران بنسبة تصويت فاقت 90 في المئة.
مسؤول عن لجنة برلمانية لـ"سبوتنيك": برلمان الطفل في الجزائر خطوة تجسد المواطنة... صور
وتحظى وهران في السنوات الأخيرة برعاية خاصة، مكنتها من الفوز باللقب، حيث ضخت الدولة ميزانية كبيرة وعرفت عديد برامج التنمية التي أنجزتها الدولة على مستوى الولاية، فضلا عن رصيدها التاريخي وتراثها الثقافي الغني.
وتعد المدينة التي تبعد عن العاصمة بحوالي 400 كلم غربا، مدينة سياحية بامتياز، احتضنت مختلف التظاهرات الفنية والسينمائية والرياضية ما أسهم في إبراز صورة مشرفة وجذابة لعاصمة الغرب الجزائري.

ناشط ثقافي لـ"سبوتنيك": وهران بوابة حضارية وثقافية

قال عبد الرزاق بوكبة، الكاتب والإعلامي والناشط ثقافي لـ"سبوتنيك"، إن وهران لم تكن مدينة بسيطة عبر التاريخ الجزائري والمتوسطي والأفريقي، فهي فضاء حضاري وثقافي وسياحي حقيقي، اجتمعت فيها الأبعاد العربية والأمازيغية والإسلامية والمتوسطية والأفريقية، فشكلت شخصيتها وهويتها المدينية التي لا تحيل إلا عليها، فهي لا تشبه إلا نفسها، وإذا أضفنا إلى هذه الميزة، ما تزخر به من تنوع في المعمار، وثراء في الثقافات والفنون، وجماليات في الطبيعة، وعمق في الانفتاح على الآخر، فهي جديرة بأن تُختار كأفضل وجهة سياحية أفريقية، لعل ذلك يضعها في دائرة الضوء سياحيا، لتحظى بما هي أهل به من الاهتمام والإقبال.
خبراء لـ"سبوتنيك": تنويع الشركاء مفتاح المرحلة الاقتصادية المقبلة في الجزائر
وأضاف أن البعد المتوسطي للمدينة، خاصة في شقيه الفرنسي والإسباني، حيث لها علاقة وطيدة بهما، يجعلها قادرة على أن تلعب دور البوابة الحضارية والثقافية والسياحية والاقتصادية، بين الفضاء الأوروبي والفضاء الأفريقي، بحيث يجد فيها السائح القادم من أحدهما، نفسه في بيئة قريبة من وجدانه ومخياله وهنا أقترح على وزارتي الثقافة والسياحة الاشتراك في تنظيم الطبعة الثالثة من المهرجان الثقافي الأفريقي في وهران، احتفالا بهذا الاختيار، وتعزيزا للتعريف بها في الأوساط الأفريقية.

المرشد السياحي في وهران إسماعيل بن يوب لـ"سبوتنيك": علينا استغلال التتويج لخدمة المدينة وترميمها أكثر

قال إسماعيل بن يوب، المختص في التاريخ والإرشاد السياحي في وهران، لـ"سبوتنيك" ، أنه تلقى خبر فوز وهران كأفضل وجهة سياحية صاعدة في أفريقيا بفرح كبير، كونه ابن المنطقة وينتمي للأسرة الثقافية، مؤكدا أن التتويج هو تتويج للجزائر، ووهران مدينة سياحية بامتياز تتوج اليوم بعد مجهودات الدولة في تحسينها والترويج لها سياسيا واقتصاديا وإعلاميا.
وأضاف أن المنافسة كانت قوية بين خمسة مدن من خمسة بلدان، وهي مشهورة وسياحية عريقة مثل القاهرة في مصر، كيب تاون في جنوب أفريقيا، فاس ومراكش من المغرب، نيروبي في كينيا، وفوز وهران دليل على قوتها وجمالها الساحر زيادة على ذلك تاريخها ومعالمها العريقة، والبنية التحتية التي تحويها خاصة أنها السنوات الماضية استضافت أحداث قارية ودولية أمثال ألعاب البحر الأبيض المتوسط أين احتضنت 26 بلد متوسطي، ثم كأس أفريقيا للمحليين ومنها الألعاب العربية.
نائب جزائري لـ"سبوتنيك": قانون تجريم الاستعمار رد على محاولات فرنسا للتدخل في شؤوننا الداخلية
وأبرز المتحدث أن هذا التتويج هو دولي و سيفتح مجالات ومنافسات أخرى عامية وهذا سينعكس ايجابيا على الجزائر والولاية.
من جهة ثانية قال المتحدث، أن وهران تمتلك كل المؤهلات التي تجعلها مدينة سياحية فهي مدينة ساحلية تطل على الضفة الأخرى من البحر المتوسط، وهناك توأمة بين وهران و مدينة اليكونت الإسبانية ومدينة بوردو الفرنسية دائما.
وقال إنه من بين أهم مميزات وهران بشهادة اللجنة التي أشرفت على الجائزة، حيث كان المتحدث حاضرا في الحفل الرسمي، هي خاصية تميز وهران رحابة صدر الوهراني واستقباله وحسن ضيافته للسياح وطريقة تعامله معهم والذي يستقبل السائح ويوجهه دون إهمال التجار، وطريقة تعاملهم مع الوافدين، لذا فإن الجانب الإنساني هو الحاسم في الاختيار.
وزير الخارجية الجزائري: الشراكة الروسية الأفريقية رافد أساسي لبناء نظام دولي قائم على العدالة
وعن تاريخ المدينة، قال إسماعيل بن يوب، أن وهران هي مدينة أندلسية بامتياز، تأسست من طرف البحارة الأندلسيين سنة 902 ميلادي، بأمر من الدولة الأموية في في اسبانيا أو الأندلس سابقا، وشيدت قصبة وهران بالتنسيق مع القبائل البربرية المقيمة في المنطقة، الذين بايعوا دولة بنو أمية وكانوا موالين لها، وأصبحت مدينة تجارية بامتياز مع مرور الوقت، وكان بينها تبادل مع الأندلس تجاريا واجتماعيا واقتصاديا.

مرت عليها كل الخلافات الإسلامية، وكل حضارة وضعت بصمتها في المنطقة إلى غاية الاحتلال الاسباني بداية القرن 16، الذي مكث ثلاثة قرون وترك فيها آثارا كبيرة لا تزال صامدة إلى اليوم.

ودعا المتحدث بمناسبة فوز المدينة باللقب إلى تعزيز السياحة في وهران والاستثمار في المدينة وتفعيل السياحة المستدامة، وليس السياحة الفصلية ، لأن وهران لديها كل المؤهلات لذلك.
مناقشة