ويرى المراقبون أن اللقاء أكد على الدعم الأمريكي غير المتناهي لإسرائيل، ومنح نتنياهو دعاية انتخابة مجانية، فيما كشف عن انسداد الأفق السياسي أمام أي حل للقضية الفلسطينية.
ونقلت مصادر أمريكية مطلعة، أن البيت الأبيض يرى أن أي تصعيد عنيف في الضفة الغربية قد يعيق جهود تنفيذ اتفاق السلام في غزة ويؤثر على إمكانية توسيع اتفاقيات إبراهيم قبل انتهاء ولاية ترامب.
وأشار المسؤولون، إلى أن ترامب وفريقه أعربوا عن قلقهم من تصاعد العنف هناك، مطالبين نتنياهو بتجنب خطوات استفزازية والعمل على تهدئة الأوضاع.
وفي تصريح لمؤتمر صحفي مشترك عقب الاجتماع، قال ترامب: "ناقشنا الضفة الغربية بشكل مطوّل، ولا أستطيع القول إننا متفقون بالكامل، لكننا سنعمل للوصول إلى حل في هذا الملف".
قال نعمان توفيق العابد، المحلل السياسي الفلسطيني، إن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع نتنياهو لم يقدم أي جديد سوى تكريس الدعم المطلق لنتنياهو وحكومته وخططه الميدانية.
وأضاف أن استمرار ترامب في تهديد حركة حماس بضرورة نزع سلاحها يعكس تبنيا كاملا للمطالب الجوهرية التي يطرحها نتنياهو.
وأكد أن تصريحات الرئيس الأمريكي حول رغبة نصف سكان قطاع غزة في الهجرة هي إعادة طرح لمخططات التهجير بأسلوب غير مباشر، مشيرًا إلى أن خطاب ترامب يتماهى كليا مع طموحات حكومة الاحتلال الرامية لتغيير الديموغرافيا في قطاع غزة والضفة الغربية.
وبالانتقال إلى ملف الضفة الغربية، أوضح العابد أن أي حديث عن تقليل حدة التوتر أو لجم عنف المستوطنين لن يترتب عليه وقف سياسة الاستيلاء على الأراضي أو بناء المستوطنات ونشر الحواجز، معتبرا هذه الممارسات ثوابت استراتيجية لدى الحكومة الحالية.
وأكد أن التوقعات تشير إلى إمكانية حدوث انفراجات اقتصادية محدودة أو تخفيف طفيف للضغوط المالية على السلطة الوطنية الفلسطينية، لكن دون الوصول إلى رفع الحصار المالي الشامل أو وقف التوسع الاستيطاني.
واعتبر أن العقائد التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية الحالية لا يمكن أن تتغير بمجرد عقد لقاءات ثنائية أو صدور بيانات شجب واستنكار، مؤكدا أن هزيمة هذه العقائد تتطلب حصارا دوليا ومقاطعة شاملة على كافة الأصعدة الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، لفتح الطريق أمام حلول سياسية تنهي العدوان والاحتلال.
وشدد العابد على عدم توقع حدوث أي تغييرات دراماتيكية أو تحولات جذرية في الأوضاع القائمة بقطاع غزة والضفة الغربية عقب لقاء ترامب ونتنياهو الأخير، مشددا على أن الأمور لا تزال تسير في ذات المسار التصعيدي.
من جانبه، أكد الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور ماهر صافي، أن اللقاء الذي جمع بين بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب في الولايات المتحدة الأمريكية
منح رئيس وزراء الاحتلال ضوءا أخضرا ودعاية انتخابية مبكرة.وأشار في حديثه مع "سبوتنيك"، إلى أن هذا الدعم المطلق يهدف إلى تعزيز موقف نتنياهو السياسي والعمل على العفو عنه في قضايا الفساد التي تلاحقه.
وأضاف صافي أن عمليات بناء المستوطنات
وتوسيعها على حساب الأراضي الفلسطينية تستهدف بشكل مباشر تقويض حلم الدولة الفلسطينية المستقلة، موضحا أن الاحتلال يسعى بشكل حثيث للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة جغرافيًا وديموغرافيا لتمزيق وحدة الكيان الفلسطيني.
وأكد المحلل السياسي أن تقاعس الإدارة الأمريكية عن معالجة الصراع بشكل جدي وإنهاء العدوان
سيزيد من معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة.ووصل نتنياهو، يوم أمس الاثنين إلى مارالاغو، إلى مقر إقامة الرئيس الأمريكي دونلد ترامب في بالم بيتش بولاية فلوريدا، لعقد لقاء بينهما، هو الخامس في الولايات المتحدة بين الحليفين المقربين منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض قبل نحو عام.