ذكرت صحيفة "دايلي تلغراف" أن سباق التسلح في الفضاء بدأ في السبعينيات من القرن الماضي، عندما أعلن الرئيس الأمريكي رونالد ريغان عن وضع برنامج للدفاع الصاروخي في الفضاء. والبرنامج كان يسمى "مبادرة الدفاع الاستراتيجي" وأما في الاتحاد السوفييتي فقد أطلق عليه اسم "حرب النجوم". وردا على ذلك، بدأ الاتحاد السوفييتي والصين بتطوير واختبار أسلحة مضادة للأقمار الصناعية.
وحققا نجاحات كثيرة في هذا المجال: الطائرة الإعتراضية ميغ- 31 التي دخلت في الخدمة في عام 1981، قادرة بصاروخ نوعي تدمير أقمار تحلق على مدارات منخفضة. وفي عام 2013، اختبرت الصين صاروخ مضاد للأقمار الصناعية، قادر على ضرب أهداف في المدار الثابت. وأما نظام الدفاع الصاروخي اس-400 فقادر على تدمير الأجسام في الفضاء القريب.
روسيا والصين تطوران نظم ملاحة خاصة بهما، لأن GPS لن يعمل في حال نشوب حرب. ويعتقد جيرمي غريفز من شركة أيرباص غروب التي تنتج الأقمار الصناعية العسكرية أن "الفضاء هو الجبهة الرابعة — بعد الهواء والأرض والماء"، ومن جهته أكد بيتر سينغر من شركة "أمريكا الجديدة" أنه بعد فقدان أقمار التجسس والملاحة والاتصالات السلكية واللاسلكية فإن الإنسانية ستعود إلى "العصر ما قبل الرقمي" وأن الناس سيحاربون بعضهم البعض كما في الحرب العالمية الأولى والثانية.
وقد استثمرت الولايات المتحدة الأمريكية 100 مليار دولار في تطوير أمن الفضاء.
يقول الجنرال الأمريكي، جون هايتون إن: "روسيا والصين تقومان بإحراء اختبارات للتأكد من أنهما ستكونان قادرتا على تدمير الأقمار الصناعية في حال نشوب الحرب، وهذا أمر سيء بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وبالنسبة للكون بأسره، نحن بحاجة لمعرفة كيفية حماية هذه الأقمار الصناعية".
هذا وقد اختبرت روسيا في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني أحدث صاروخ بعيد المدى مضاد للأقمار الصناعية، وهو سيحمي موسكو وسيطير أسرع من أي شيء أخر في العالم.