قُتل مع ابتسامة بيريفان، شاب ايزيدي يتدرب قربها في المعسكر، له في قلبها حب وطموح بالعيش سوياً حتى آخر العمر، لكن عمرهما انتهى مع كل الأحلام بعيداً عن أشجار التين التي طالما مرحوا قربها في سنجار قبل أن يحل ظلام ووحشية الدواعش.
وروى قريب بيريفان، الناشط والإعلامي مراد خلف الخالتي، لـ"سبوتنيك"، الثلاثاء، المصير المأساوي الذي قضى على حياة بيريفان التي تربطه وإياها صلة قرابة عن أب وأم، قائلاً "قُتلت في جبال قنديل التابعة لإقليم كردستان، بقصف للطيران التركي قبل نحو 24 ساعة، عندما كانت في دورة تدريبية للقتال ضد "داعش".
وكانت بيريفان الحاصلة على شهادة المتوسطة، تحلم بحمل السلاح لحماية أهلها وقريتها التي انحدرت منها وهي قرية "زوماني" الواقعة على أطراف قضاء سنجار، غرب الموصل، شمال العراق.
ويشير الخالتي، إلى فتاتين من المكون الايزيدي، قُتلتا مع بيريفان، إثر القصف التركي على المعسكر حيث كُن يتلقين تدريبات على يد وحدات حماية الشعب والمرأة الكردية السورية، لمقاتلة تنظيم "داعش" في سنجار وباقي مناطق غرب الموصل، مركز محافظة نينوى.
وأسماء الفتاتين صديقات بيريفان، هما، ليلى وجيهان، ناجيتين من قبضة تنظيم "داعش"، وتطوعت الثلاث للقتال ضمن صفوف وحدات مقاومة المرأة في سنجار، للانتقام من الدواعش على ما اقترفوه بحق المكون الايزيدي، من ذبح الرجال وسبي النساء والفتيات جاريات لهن وبيعهنَّ في أسواق الرقيق والنخاسة العائد العمل بها إلى عصور الجاهلية.
وصف الخالتي وهي يبكي حرقة على قريبته بيريفان.. بانها مقاتلة الشرسة، والمناضلة ذات الابتسامة الجميلة والبريئة، عادت جثة من المعسكر خلافاً لطموحها وهو.. العودة كمقاتلة ضد الإرهاب، تمتشق السلاح الذي طالما رافقها أيام التدريب.
وأختتم الخالتي، مشيراً إلى أن بيريفان، تطوعت للقتال ضد تنظيم "داعش" بعد الإبادة التي تعرض لها الايزيديين في قضاء سنجار على يد الدواعش وهي لم تقع بيد الدواعش، في الثالث من أغسطس/آب 2014.
وينفذ الطيران التركي ضربات جوية أشبه باليومية على مناطق حدودية بين تركيا، وأراضي إقليم كردستان، بحجة استهداف حزب العمال الكردستاني، لكنه قتل الفتيات الايزيديات وهن أول ثلاث تنتهي حياتهنَّ ضمن صفوف المقاومة حتى الآن.