اللاذقية — سبوتنيك
مكونات مختلفة جمعتها التوابيت الخشبية, الطبيب والطفل وبائع القهوة الذي افترشت أشلاؤه مدخل مدينة "جبلة" وعامل الكهرباء الذي لم يكن يحمل بندقية بل كان يلاحق الظلمة، والطلاب الذين حملوا كتبهم ينتظرون مستقبلاً ينسيهم ويلات الحرب.
وفي لقاء لـ"سبوتنيك" مع بعض الناجيين من تفجيرات مدينتي "جبلة و طرطوس"، قال سعيد، وهو عامل في محطة وقود أنه شاهد أشلاء الأطفال في أرجاء كراج الحافلات في مدخل المدينة معظمهم من سكان القرى المجاورة كانوا في انتظار وسائل النقل الخاصة التي تؤمن لهم الوصول لمنازلهم, وأضاف: أن عددا من الأطفال تمزقت أجسادهم نتيجة التفجير ولم يتثن لذويهم معرفتهم نتيجة تفحم بعضهم.
فيما تحدث سالم وهو مدرس، أن إرهابي حاقد استهدف مدرسة "أبي العلاء المعري" في مدينة "جبلة" وراح ضحية الانفجار عشرات الأطفال مع عائلاتهم التي كانت تنتظر خروجهم لاصطحابهم إلى الملاهي في عطلة نهاية العام الدراسي, وقال إن وحشية الإرهابيين اللامتناهية تجلت بدماء أطفال أبرياء كانوا يستعدون لقضاء عطلة الصيف بعد انتهاء مدارسهم, إن أصواتهم الفرحة التي كانت تعم أرجاء المدرسة، لم تمنع الإرهابي من قتل تلك البراعم.
وقضى عدد من المسعفين وبعض الطواقم الطبية بينهم أطباء نتيجة تفجير انتحاري نفسه داخل قسم الإسعاف في المشفى الوطني في "جبلة" أثناء الازدحام الشديد وبالتزامن مع دخول عشرات القتلى والجرحى إلى القسم.
و تحدثت مايا، وهي ممرضة في قسم الأشعة أنه عند الساعة 9 صباحاً تلقى العاملون في المشفى نداءاً لكافة الأقسام للتوجه فوراً إلى الإسعاف بعد سماع دوي الإنفجارات بدقائق، ولكن المؤسف أنه لم يكن لإنقاذ الجرحى فقط بل نداء للشهادة أيضاً حيث لم يطب لذلك "الإرهابي الجبان" لهفة الناس الذين تهافتوا لإنقاذ الجرحى، وقام بتفجير نفسه وسط الحشود لتعم الأشلاء المكان مما شكل حالة هلع في أوساط المرضى المتواجدين في المشفى، كان بعضهم يعاني من إصابات بالغة الخطورة حيث افترشوا الأرصفة خشية من تفجيرات أخرى داخل المبنى.
ولقي عدد من عمال الكهرباء أيضاً مصرعهم نتيجة تفجير انتحاري آخر نفسه أمام مديرية كهرباء جبلة، قال ياسين وهو موظف في صيانة الخطوط الكهربائية أن عددا من العمال قضوا في التفجير ومعظمهم من الذين يعملون في صيانة خطوط التوتر العالي التي تغذي معظم المناطق في أرياف المدينة.
ولم يستثن الإرهاب أيضاً بائع القهوة المتواجد بالقرب من باب الكراج الجديد، فقتل في تفجير سيارة مفخخة.