"انتهيت…أقسم بالله انتهيت"، عبارة واضحة في التسجيل الصوتي، لعنصر من تنظيم "داعش"، ضمن النداءات التي أطلقها لزملائه في التنظيم المتواجدين في منطقتي الأزركية والحلابسة، من خلال الاتصالات اللاسلكية التي اخترقتها القوات العراقية فجر عملية تحرير حي الجولان بشمال الفلوجة في الأنبار.
وتوضح نداءات الداعشي، حاجته ومعه 41 عنصرا، هربوا من معركة حي الجولان بسبب التقدم الكبير للقوات العراقية، لزورق يعبر بهم نهر الفرات نحو مقر قيادتهم في الأزركية شمال غرب الفلوجة.
ومن غروب الشمس يوم السبت الماضي، وحتى مطلع فجر الأحد، يحوم الدواعش قرب النهر، ما يصلهم من نداءاتهم صدى من الخذلان دون سائق زورق سوى واحد أطلقوا عليه اسم "أبو سيف" الذي انتهى هو الآخر وأصبح غير قادر على إجلائهم من حافة النهر، حسب المحادثات الصوتية.
ولم يستطع عناصر تنظيم "داعش" أن يعبروا نهر الفرات بواسطة الجسر القديم المؤدي إلى مناطق غرب الفلوجة، لكونه فُجّر على أيديهم في وقت سابق منعاً لتقدم القوات العراقية، لكنه صار منعاً لاستمرار وجودهم في المدينة التي استولوا عليها منذ مطلع عام 2014 حتى قبل الموصل، معقلهم الأكبر بشمال العراق.
وأفاد مصدر أمني عراقي أن القوات العراقية تمكنت من تحرير مناطق غرب الفلوجة، الحلابسة والبوعلون، من قبضة تنظيم "داعش" الذي تلقى ضربات موجعة من طيران التحالف الدولي ضد الإرهاب خلال الـ24 ساعة الماضية.
وحسب المصدر، قتل العشرات من عناصر تنظيم "داعش" بتقدم القوات العراقية، وضربات التحالف على أوكار وتجمعات ومفخخات التنظيم في الحلابسة والبوعلوان.
وكان رئيس الوزراء العراقي، القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، في يوم 26 من الشهر الجاري، رفع علم البلاد في وسط الفلوجة وإعلانها محررة بالكامل من الإرهاب الذي عاث فيها المجاعة والعنف الدامي بحق المدنيين والقوات الأمنية طيلة مدة سيطرته على المدينة (نحو 60 كيلومتراً شمال غرب بغداد).