أفاد السلطات الروسية، اليوم الخميس، بأنه تم القبض على أثنين من الأجانب، حاولوا رشوة موظف الجمارك، ليتمكنوا من تهريب عدد من الصقور الروسية عبر مطار "فنوكوفا" في العاصمة الروسية موسكو.
وأكد النائب الأول للمدعي العام في موسكو، أن لائحة الاتهام الخاصة بالقضية الجنائية الموجهة ضد أثنين من الأشخاص، تتضمن تهريب 9 من الصقور الروسية النادرة والثمينة والممنوع تجارتها، والمعروفة باسم "صقور السُنقُر"، حيث انها مدرجة في (الكتاب الأحمر لروسيا الاتحادية)، مشيرا أنه وبعد ثبوت التهمة الموجهة إليهم، تم إرسال القضية برمتها إلى المحكمة المركزية في موسكو للحكم فيها.
ووفقا للتحقيقات، حاول أثنين من مواطني إحدى دول الشرق الأوسط، تهريب الصقور عبر مطار "فنوكوفا" في موسكو إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تباع بأسعار عالية، وقد عرضا على موظف الجمارك في المطار مساعدتهم في ذلك مقابل 5 ألاف دولار في المرة الواحدة.
إلا أن الموظف المختص، أعلم الشرطة بمخططهم، وتم القبض عليهم في نوفمبر من العام الماضي، متلبسين أثناء تسليمهم الصقور ومبلغ 4 ألاف دولار لموظف الجمارك.
ووجهت للرجلين اتهامات تتعلق بانتهاك القانون بمحاولة تهريب عبر الحدود عدد من الصقور الثمينة والممنوع تجارتها وفقا للكتاب الأحمر لروسيا الاتحادية وأيضا، محاولة رشوة موظف لتسهيل الجريمة.
ومنذ آلاف السنين تستخدم هذه الصقور في رياضة الصيد، اذ يجري "تجويعها" لفترة واطلاقها لكي تنقض على فريستها. ويتابع صاحب الصقر انطلاقة الطير في الوقت الحاضر مستخدماً الناضور أو حتى الأجهزة الاليكترونية، وعندما يرصد موقع هبوطه مع "الضحية" يهرع إليه الصيادون ويغطونه بقماش خاص ويعطون الصقر قطعة من اللحم كي يترك الفريسة.
وخلال السنوات الأخيرة سجل تناقص كبير في عدد هذه الصقور. ويقول الخبراء إن الموجود منها حالياً يعد بالمئات، لذا سجلت في "الكتاب الأحمر"، وأقرت قوانين لمنع صيدها وتهريبها.
ومع ذلك يشير الخبراء إلى أن ما لا يقل عن 800 من هذه الصقور هربت خلال السنوات الخمس الماضية إلى بلدان خليجية ومصر ودول أخرى.
وكانت أكبر كمية ضبطت تتألف من 47 صقراً جرت محاولة لنقلها في طائرة تابعة لشركة "سيبيريا" إلى دولة الامارات العربية المتحدة.
وكان القبض على المهربين يشبه رواية بوليسية، فقد استلمت الأجهزة المختصة اشعاراً ونصبت كميناً عند مدخل مطار نوفو سيبيرسك، وحينما تصدى رجال الشرطة لـ"موكب" من أربع سيارات كان يقل الصقور حاولت واحدة منها أن تخترق الحواجز ما دفع الشرطة إلى إطلاق النار على العجلات.
وعثر على الصقور في أقفاص داخل حقائب كبيرة وقد ربطت اجنحتها ووضعت اغطية على رؤوسها. وقدرت القيمة الاجمالية للصقور بمليون دولار علماً بأن 4 منها كانت ثمينة جداً وسعر كل منها 100 ألف دولار، وهي المعروفة باسم "المنقار الأزرق".
وبسبب الطرق غير الصحية في نقل الطيور غالباً ما ينفق الكثير منها في الطريق، ولكن ما يحصل عليه المهربون من مبالغ يعوض الخسائر فحدائق الحيوان تدفع عن كل صقر روسي 20 — 25 ألف دولار وتصل المبالغ التي يرصدها الهواة للأنواع النفيسة إلى 100 — 150 ألف دولار، في حين أن الغرامة التي تفرض في روسيا على صيد هذه الصقور لا تتجاوز 550 دولار.