يا جماهير الشعب اليمني يا من تتجسد فيكم عزة اليمن وكرامتها وصمودها أيها الحشد الكريم يا من أتيتم رغم الصعاب وقطعتم الوديان والسهول والجبال غير أبهين بحماقات العدوان وجرائمه وتهديداته وحصاره جئتم مبادرين مؤيدين وداعمين فأنتم من تكتبون الوقائع وأنتم من تصنعون النصر وتصنعون التاريخ وتصنعون الانتصارات الصمود والمواقف البطولية التي يصدرها رجال الجيش واللجان الشعبية
أيها الشعب اليمني العظيم ، من بين الحشود ومن بين أصوات رجال اليمن ونساءه وأطفاله نوجه رسالتنا للعالم أجمع أن هذا هو الشعب اليمني وهذه هي الديمقراطية وهذه هي الشرعية.. أين أبصار تلك الدول؟! أين أبصاركم ؟!
أيتها الحكومات في مختلف دول العالم يا من تتشدقون بالحرية واحترام حق الشعوب في تقرير المصير أين احترامكم لإرادة الشعب اليمني ؟ احترموا إرادة الشعب اليمني وخياراته الشرعية والديمقراطية فإذا لم تسمعوا لصوت هذا الشعب وتحترموا إرادته فإنكم غير جديرين باحترام شعوبكم التي ستحاسبكم يوماً ما طال الوقت أم قصر.. فالشعوب لا يمكن أن تقهر ولكم في فلسطين عبرة رغم إحاطة الكيان الصهيوني وامتلاكه أفتك الأسلحة إلا أن أكثر من خمسين عاماً لم يستطع أن يركع العشب الفلسطيني، فهل طلع يوما في مخيلة النظام السعودي ومن يقف وراءه من الأمريكان أن باستطاعتهم أن يركعوا هذا الشعب لو لم يبقى في هذا الشعب إلا اسر الشهداء وأقاربهم لكانت كفيلة بان تثأر لهذا الشعب ناهيك عن هذه الحشود المليونية وغيرهم في جميع أرجاء اليمن
وهنا وأمام هذا الحشد نقول لكم إن المجلس السياسي الأعلى جاء ليلبي طموحاتكم وليعمل على خدمتكم وإخراج البلد من محنته وأمام هذا الحشد نقول وبكل موضوعية حتى لا يظن البعض وهم معذورون أن في يد هذا المجلس عصاً سحرية وباستطاعته أن يقضي على كل التحديات فوراً…لا فهناك مصاعب جمة ولكن ليس هناك شيئاً مستحيلاً فبكم أنتم نستطيع أن نتجاوز هذه التحديات وستكون في صدارات اهتمامات المجلس أولوياتكم الاقتصادية ليحفظ لشعبنا استقراره الاقتصادي وإننا هنا ونيابة عن أخوتي أعضاء المجلس السياسي نعاهدكم أن نكون عند حسن ظنكم وأن نعمل على بذل كل الجهود والطاقات وجعل أولوياتكم الاقتصادية وتلبية احتياجات شعبنا الضرورية في صدارة اهتمامات المجلس وهذا يتطلب تظافر جهود الجميع في هذا المجال الاقتصادي الذي يراهن عليه العدوان في تركيع شعبنا وان يحقق من خلاله ما لم يستطع تحقيقه في الميدان ونحن وانتم وجميع مؤسسات الدولة معنيون بخطوات تكون أساسية للوصول إلى استقرار اقتصادي من خلال تحسين الإيرادات وترشيد النفقات ومحاربة الفساد وبهذا نستطيع القيام بدور تكاملي.. كما سنعمل على تطبيع الأوضاع الأمنية ومواجهة القاعدة وداعش والعمل على توزيع الشراكة المجتمعية والحزبية وإبراز وتفعيل دور المرأة والشباب والمصالحة الوطنية ورأب الصدع والتواصل مع المغرر بهم في الداخل والخارج للعودة إلى جادة الصواب والعودة إلى وطنهم والعودة إلى صوابهم ورشدهم، وكل هذه الخطوات ستكون في أولوياتنا من خلال البت في تشكيل الحكومة في الايام القليلة القادمة والتي ستكون هذه كلها من أولوياتها.
أيها الأخوة والأخوات وبالرغم من ذلك كله ورغم كل هذه العراقيل فإننا نؤكد أن ذلك لا يعني قطع طريق السلام فأيدينا ممدودة للسلام لا الاستسلام وللعزة لا للإذلال سلاما لا استسلاماً، وسندعم كل الجهود ونبارك كل المبادرات، كما نؤكد بأننا سنمد أيدينا لكل دول العالم باستثناء الكيان الصهيوني لإقامة علاقات مبنية على الاحترام والمصالح المشتركة بل سنذلل كل الصعوبات ونقدم كل التسهيلات لكل من يبادر إلى مد جسور العلاقة مع اليمن وستكون لهم الأولوية في تبادل المنافع والمصالح المشتركة.