سؤال: سعادة السفير، كيف تقيمون العلاقات بين البلدين، وما المجالات التي تمكن الطرفان من نحقيق النجاحات فيها؟
جواب: نحن سعداء حقا للتغييرات الإيجابية في جميع مجالات التعاون بيننا، ولكن هذا لا يعني أننا قد وصنا إلى المستوى المطلوب، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار الفرص المحتملة والإمكانيات الهائلة لبلدينا. ونحن نواصل العمل على تعزيز وتوسيع التعاون فيما بيننا. ويسرنا أن نلاحظ أن العمل يسير بشكل جيد في جميع المجالات. وبطبيعة الحال، في المجالات التي لها الأولوية نتقدم فيها بسرعة أكبر، على سبيل المثال، في مجالات الطاقة والاستثمار. ولكن هذا ليس على حساب تطوير التعاون في مجالات أخرى.
في رأيك، ما هي المجالات التي توجد فيها آفاق لتفعيل التعاون الروسي السعودي؟ وما هي المشاريع الاستثمارية المشتركة التي يمكن تنفيذها في المملكة العربية السعودية وروسيا؟
— نحن نولي اهتماما لجميع مجالات التعاون الثنائي. أما فيما يتعلق بالمشاريع الاستثمارية، فكما تعلمون، توجد علاقات شراكة بين صندوق الاستثمار السيادي السعودي والصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة. والآن نناقش بعض المشاريع التي يمكن تنفيذها في المملكة العربية السعودية وروسيا في المستقبل القريب. وبالإضافة إلى ذلك، هناك مشاريع واسعة النطاق نسبيا في القطاع الخاص، ولكن سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب. وأود الإشارة في هذا الصدد إلى أن المملكة تلبي 25 في المائة من احتياجاتها من الشعير والأسمدة من خلال استيرادها من روسيا.
ما موقف الرياض من الأزمة السورية؟
— موقف المملكة من الأزمة السورية واضح جدا وثابت، نحن نعتقد أن من الضروري وقف العنف في سوريا، ومعاناة السوريين، وكذلك الحفاظ على وحدة أراضي سوريا.
هل من الممكن التوصل إلى نقاط التقاء في موقفي روسيا والسعودية من القضية السورية؟
— إنه ليس سرا على أحد أن هناك اختلافات في نظرتي السعودية وروسيا إلى الأزمة السورية، ولكن ذلك لا يؤثر على مستوى التعاون الثنائي. فهناك تواصل بيننا للتنسيق ومناقشة وجهات النظر بهدف تقريب موقفي الطرفين بشأن القضية السورية سواء على مستوى الاتصالات الثنائية أو في المحافل الدولية. وتنطلق الرياض وموسكو من ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، ونحن نأمل أن هذه الأزمة ستحل في المستقبل القريب، لتنتهي معاناة الشعب السوري الشقيق.
كيف تقيمون آفاق حل الأزمة اليمنية؟
— بالنسبة لليمن: نحن نأمل أن الأزمة ستنتهي قريبا. وحثت المملكة باستمرار على الامتثال لقرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة حول هذا الموضوع، ولكن المشكلة هي أن الحوثيين الذين أطاحوا بالسلطة الشرعية في البلاد، وكذلك أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مستمرون في وضع عراقيل أمام تطبيق كل المبادرات الهادفة إلى تسوية الوضع في البلاد. فهم ينتهكون جميع الهدن الإنسانية، التي تعلن من قبل التحالف العربي لدعم السلطات الشرعية في اليمن، فضلا عن الهجمات الصاروخية على المملكة العربية السعودية. فقد أطلق صاروخ قبل شهر تجاه مكة المكرمة، المدينة المقدسة لجميع المسلمين.
هل هناك العديد من المسلمين الروس الذين يزورون مكة المكرمة؟ هل تقوم سفارة المملكة العربية السعودية لدى موسكو بالمساعدة في تنظيم مثل هذه الرحلات؟
— عدد المسلمين الروس الذين زاروا المملكة ازداد هذا العام بنسبة 15 في المئة مقارنة بعام 2015 ليصل إلى 16000 شخص. وذلك علاوة على الآلاف من سكان مختلف المناطق الروسية الذين يزورون المملكة لأداء العمرة. سفارة المملكة العربية السعودية في موسكو تبذل كل ما بوسعها لتوفير مساعدات شاملة وفي أقصر وقت ممكن، السفارة تمنح تأشيرات الدخول دون أي صعوبات لجميع الذين يرغبون في زيارة المملكة للحج أو العمرة.
كيف أثر انخفاض أسعار النفط على الوضع الإقتصادي في العربية السعودية؟ هل المستوى الحالي لأسعار النفط مقبول للمملكة؟
— أنا لست مخولا للتحدث عن أسعار النفط. ولكن في هذا الصدد، أود أن ألفت الانتباه إلى حقيقة أن السعودية في أبريل/ نيسان الماضي أعلنت عن خطوة مهمة لإصلاح الاقتصاد تتمثل في "رؤية 2030". تأسست هذه الإستراتيجية لتنمية الاقتصاد وتحريره من الاعتماد على النفط. وتشمل استراتيجية التنمية هذه تطبيق عدد من برامج الإصلاح الاقتصادي في البلاد.
هل من الممكن تنسيق جهود روسيا و السعودية حول أسعار النفط؟
— أعتقد أن المفاوضات بين وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في المملكة خالد الفالح ووزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك في الرياض، فضلا عن الاجتماع الموسع لوزراء الطاقة لدول الخليج، الذي حضره الوزير الروسي في نهاية أكتوبر، تظهر رغبة في التعاون والتشاور لاستقرار سوق النفط. ولا شك أن قرار "أوبك" حول خفض الانتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا ليصل إلى 32.5 مليون برميل، هو نتيجة للتنسيق بين "أوبك" والدول المنتجة غير الأعضاء في المنظمة، ولا سيما روسيا.
ما هي انطباعاتكم عن إقامتكم في روسيا؟ ما الصعوبات التي تواجهونها في العمل كسفير في موسكو؟ كيف تقضون وقت فراغكم؟
— كيف أمضي أوقات فراغي في روسيا؟ أعتقد أن جميع من سبق له وأن زار روسيا أو عمل هنا، يريد أن يأتي إلى هنا مرة أخرى. روسيا بلاد عظيمة، ومتعددة جدا، غنية بالثقافة والمعالم التاريخية والجغرافية التي تجعل منها وجهة سياحية جذابة. لقد أتيحت لي الفرصة للتعرف على المعالم الأثرية من ثقافة وتاريخ المدن الروسية المختلفة التي زرتها خلال عملي. العمل في روسيا مثير للغاية، وهو يتطلب منا جهدا كبيرا من أجل تطوير وتعزيز العلاقات بين بلدينا في مختلف مجالات التعاون الثنائي. للأسف، لدي القليل من وقت الفراغ، ولكني ما زلت أحضر الفعاليات الثقافية، عندما تسنح لي الفرصة.