قال سيزير لوكالة "نوفوستي": "لن تؤدي هذه الاتفاقات إلى تقسيم سوريا لمناطق نفوذ، لأن روسيا وتركيا وإيران تدعم القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي الذي يؤكد على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا".
وتابع أن أنقرة مثل موسكو، لا تريد تقسيم سوريا. وأكد أن القيادة التركية والرأي العام متفقان حول ضرورة التعاون مع روسيا بشأن التسوية السورية على المدى المتوسط والبعيد.
واعتبر سيزير أنه، على الرغم من تمسك أنقرة بخطابها المعادي للرئيس السوري بشار لأسد، لم يعد الموقف التركي بنفس المستوى من الشدة الذي كان عليه سابقا.
وأشار: "بالنسبة لتركيا، يعد "حزب الاتحاد الديمقراطي" لأكراد سوريا اليوم، خصما أخطر بكثير بالمقارنة مع الأسد. وتقبل القيادة التركية مرحلة انتقالية بمشاركة الأسد، لكن، حسب الموقف التركي، لا يجوز أن يبقى في منصب الرئاسة. وهنا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن لروسيا وإيران موقفا مختلفا".
وفي الوقت نفسه أضاف المحلل أن الحديث لا يدور عن "هدنة شاملة" في سوريا بالمعنى الحقيقي للكلمة، لأنها ستشمل المعارضة "المعتدلة" فقط.
وأعاد إلى الأذهان أن الهدنة التي تم إحلالها بسوريا بفضل جهود روسيا والولايات المتحدة في شباط الماضي، مازالت سارية المفعول، لكن أغلبية قوات الأطراف المتنازعة لا تلتزم بها. أما اتفاق الهدنة الجديد، الذي ستلعب روسيا وتركيا دور الضامنين فيه، فسيشمل المعارضة المعتدلة فقط. وتابع قائلا: "لكن في أي حال من الأحوال، إنها خطوة صائبة. من المهم للغاية أن تجلس أنقرة وموسكو إلى طاولة الحوار حول التسوية السورية، وأن تتوصلا إلى اتفاق معين".
ولفت سيزير إلى تقارب موقف تركيا وروسيا فيما يخص تصنيف التنظيمات الإرهابية بسوريا، موضحا: "اعتبرت تركيا "جبهة النصرة" منظمة إرهابية. أما روسيا فتقيم اتصالات مع المعارضة السورية المعتدلة بوساطة تركية. ومن أهم المواضيع للمحادثات الروسية التركية موضوع وحدات حماية الشعب الكردية".
وذكر بأن تركيا في سياق عمليتها العسكرية بشمال سوريا تحارب ليس تنظيم "داعش" فحسب، بل ووحدات حماية الشعب الكردية، أما روسيا فلا تبدي مقاومة لذلك.
المصدر: RT