تحتفل "اليونسكو" سنويا باليوم العالمي للشعر، حيث اُعتمد أثناء الدورة الثلاثين لليونسكو، التي عقدت في عام 1999 بباريس — مقررا بإعلان 21 آذار/ مارس من كل عام يوماً عالمياً للشعر.
ووفقا لمقرر "اليونسكو"، فإن الهدف الرئيسي من ذلك هو دعم التنوع اللغوي من خلال التعبير الشعري، ولإتاحة الفرصة للغات المهددة بالاندثار بأن يُستمع لها في مجتمعاتها المحلية، وعلاوة على ذلك، فإن الغرض من هذا اليوم هو دعم الشعر، والعودة إلى التقاليد الشفوية للأمسيات الشعرية، وتعزيز تدريس الشعر، وإحياء الحوار بين الشعر والفنون الأخرى مثل المسرح والرقص والموسيقى والرسم وغيرها، كما أن الهدف منه أيضا هو دعم دور النشر الصغيرة ورسم صورة جذابة للشعر في وسائل الإعلام بحيث لاينظر إلى الشعر بعد ذلك كونه شكلا قديما من أشكال الفن.
الشاعر المصري جمال بخيت، تحدث لـ"سبوتنيك"، بهذه المناسبة قائلا: الإبداع أو الشعر في الوطن العربي ليس منفصلا عن الأحوال العامة التى تجاوزت موضوع الشعر، حالة من العبث وإهدار كرامة وإنسانية الإنسان، فمشاهد الموت والنزوح والإرهاب الذي اكتوت به معظم عواصم العالم، كل هذه الأوضاع تؤثرعلى الحياة بكل جوانبها، وبالتالي تؤثر على الإبداع بشكل عام.
وتابع بخيت، "ما يحدث الآن على أرض الواقع تجاوز التجارب الشعرية، فمثلاً لو كان الشاعر يعيش في مجتمع به فقر أوانتقاص في الحقوق السياسية، يمكن أن يكون هذا دافعاً له للتعبير، لكن إذا كانت الناس تموت في الشوارع في تلك اللحظات، فهم لا ينتظرون قصيدة وإنما يريدون خيمة أو وجبة طعام".
وأشار بخيت، إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للشعر مطلوب، "لأن منطقتنا ومشاكلها ليست العالم كله، فهناك دول كثيرة في العالم مبدعه ومتقدمة ومستقرة وتخرج من إطار التخلف، وبالنسبة لنا فنحن منطقة منكوبة، ونحتفل بهذا اليوم بمحاسبة المبدعين بتهم ازدراء الأديان، في الوقت الذي يحصل فيه الآخرون على نوبل وغيرها من الجوائز العالمية، وفي مثل تلك الأجواء لا يزدهر إبداع ولا شعر ولا غيره".
وعن حال الشعر قال: "الشعر لن يتوقف ولكنه سيكون متأثراً بالمناخ المحيط به، ولكي نحتفل بالشعر، فإننا نحتفل بالإبداع الذي استقبله الناس وتأثروا به، ففي وقت من الأوقات قد يكون هناك ألف شاعر عظيم ولكن لم يصل للناس سطر واحد مما كتبوه، فما فائدة ما كتبوه؟ وهناك تقدم للأفكار التي هى ضد الإبداع وضد الحداثة وضد التفكير، فنحن نعيش مرحله التفكير غير مطلوب فيها، ومن يفكر قد يخرج من المله، وأنواع التعليم السائدة لاتنتج شعب واحد لأنه ليس هناك معيار واحد للتعليم".