ولفت إلى أن اسم الملك الذي يتحدث عنه وكما هو مدون يأتي في صيغة (م س ل م) أي (مسلم) "وهو كما ذكرت كان ملك مملكة مدينة كيش بالسومرية (لو — جال — كيش)…حرف الجيم في "لوجال" تلفظ مصرية، ويرد في اللوح ابتهال ديني يقدم فيه الملك منحوتاً أو نصباً لله".
وبيّن مقدسي أن العبارات تقول وبالسومرية أولاً (EN-LIL-LU-GAL-KUR-KUR-RA-EB-BA-DINGIR-DINGIE).
وإليكم العبارة منسوخة بالحرف العربي (ان — ليل- لوجال — كور- كور- را — اب — با- دين — جير — دين — جير)…وأضاف مقدسي أن الترجمة التي نحصل عليها من هذه العبارة هي كالتالي: "الله رب السماوات وملك الأرض — لا رب غيره — هو الله وحده".
واستطرد مقدسي: كلمة "ان" تعني "السماء". كلمة "ليل" تعني "تعالى" أو "في العلى". كلمة "لوجال" تعني "ملك". كلمة "كور" تعني "الأرض". كلمة "رب با" تعني "الرب". كلمة "دين جير" تعني "الإلهي" أو "الله"، والكلمة ليس لها صيغة جمع في السومرية لأنها كانت تدل على الوحدة الإلهية أو الله الواحد الأحد عند أجدادنا السومريين القدماء الذين لم يعرفوا تعدد الآلهة كما تم تلفيق الأمر فيما بعد…
وأوضح الكاتب مقدسي مايلي: اسم الملك الذي دون هذا النص هو كما ذكرنا (Mesilim) "مسلم". وهذا الاسم السومري القديم (مسلم) سبق الإسلام والقرآن بحوالي 5000 سنة على الأقل مما يبين أن اسم مسلم وإسلام ومسلمون بمعنى السلام بالكنعانية السورية (ش ل م) وبالسريانية السورية (ش ل و م و).
مما يدل على أن اسم الإسلام ليس ابتكاراً جديداً جاء به القرآن بل هو اسم كان معروفاً وشائعاً في كل أرجاء بلاد الشام والعراق والهلال الخصيب أو سوريا الطبيعية.
واعتبر مقدسي أن هذا الاكتشاف يدل على أمور كثيرة حاول الكثير من العلماء والمؤرخين إخفاءها ومعهم بعض الفقهاء في الدين الإسلامي. على حد تعبير الكاتب مقدسي، وذلك حتى تكون إحدى الديانات كأول ديانة توحيدية تعترف بإله واحد وله شعبه المختار، على حد قول مقدسي أيضاً.
وحتى يكون الإسلام قد ورث هذا التوحيد الإلهي عن تلك الديانة معتبراً أنه في النص توجد كلمة (دين- جير) وبالسومرية ليس لها صيغة جمع فهي تعني "الله" وليس الآلهة أو الأرباب.
وأضاف: كما أننا نرى كلمة "دين" في أول اسم الله مما يدل على أن اسم الديان والمدين ويوم الدينونة والدين كلها من أصل سوري قديم، وليس من باب الصدفة أن واحدا من أكبر الملوك السوريين الذي تحكي قصته مملكة أوغاريت "سوريا" كان يحمل اسم "دين- ال" أو "دين الله"…يعني الذي يحكم حسب شريعة الله. ويقول النص الأوغاريتي عنه أنه كان يطعم اليتيم ويساعد الأرملة ويعطف على الفقراء ويهتم بالمساكين ويجلس في الساحة لكي يحكم ويقضي بالعدل.
واعتبر مقدسي أنه بهذه الطريقة علينا أن نتصور كم تاريخنا الحقيقي مشوه ومُحرف لأسباب لا يجهلها أحد.