يأتي ذلك في الوقت الذي يتهيأ فيه الإقليم الكردي لإجراء استفتاء حول الانفصال وضم محافظة كركوك إلى الإقليم.
وقال أردوغان أثناء تجمع حاشد في إقليم "زونغولداك" على البحر الأسود: "لا نوافق مطلقا على الزعم بأن (كركوك للأكراد). كركوك للتركمان والعرب والأكراد، إذا كانوا هناك. لا تبدأوا في الزعم بأنها لكم، وإلا سيكون الثمن باهظا، ستضرون بالحوار مع تركيا".
وفي هذا الصدد، يقول المستشار في إقليم كردستان والكاتب الكردي ريبين رسول لوكالة "سبوتنيك": "أعتقد أن مسألة ذهاب كركوك باتجاه كردستان العراق وقضية الاستقلال بدأت تأخذ منحى جديدا، ذلك أن إقليم كردستان يشعر باليأس من القيام بتنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي من قبل حكومة بغداد والمتعلقة بالمناطق المتنازع عليها. كركوك تضم غالبية كردية وطابع الإدارة فيها كردي، كما أن قوات البيشمركة الكردية تقوم بحمايتها ضد الإرهاب، وأن عدم تنفيذ المواد الدستورية لمدة تزيد على ثلاثة عشر عاما دفع بقيادة مجلس محافظة كركوك وبإقليم كردستان إلى التفكير بطرح موضوع تنظيم استفتاء لتحديد آراء المواطنين ورغبتهم في اللحاق بإقليم كردستان أم البقاء ضمن العراق أم الذهاب باتجاه أن يكون لكركوك إقليما مستقلا، والحوارات مستمرة مع بغداد بهذا الخصوص وربما ستحدد الأشهر القادمة مستقبل كركوك والمناطق المتنازع عليها".
وأضاف رسول "نحن نعتقد أن الوقت مناسب لإعلان استقلال إقليم كردستان، كون العراق متجه نحو الانهيار، كما أن الجيش العراقي انهار تحت ضربات الإرهاب، والحكومة العراقية لا تقوم بتنفيذ واجباتها تجاه المواطنين بشكل عام وباتجاه إقليم كردستان بشكل خاص، وخصوصا مسألة قطع الميزانية السنوية عن الإقليم ومجموعة من الممارسات تذكرنا بممارسات النظام السابق، حتى أن المواطنين في إقليم كردستان يضغطون على قيادات الإقليم من أجل تنظيم استفتاء وحق تقرير المصير، والعراق منذ خمسينيات القرن الماضي غير مستقر سياسيا واقتصاديا، واقليم كردستان لايريد أن يكون جزءا من هذه المشاكل ويريد الحفاظ على علاقات جيدة مع العراق".
من جانبه يقول أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في إسطنبول الدكتور سمير صالحة لوكالة "سبوتنيك": "مسألة كركوك جزء من الملف العراقي السياسي والدستوري بشكل عام، وهذا الدستور الذي أقر عام 2005 ترك حل موضوع كركوك إلى وقت لاحق، لكن مع الأسف لم نشاهد هذا الوقت بسبب التطورات العسكرية والسياسية في الحراك العراقي، وهذه بدوره أدى إلى النتيجة التي نعيشها اليوم، وتركيا رددت مواقفها بشأن كركوك أكثر من مرة، وتلك المواقف تتمثل بضرورة حماية البنية العرقية الإثنية والجغرافية لهذه المدينة. أنا أرى أن المسألة بدأت تزداد تعقيدا على الأرض، خصوصا بعد رفع العلم الكردي فوق مباني كركوك، وإلى جانب العلم الكردي هناك علم عراقي، لكن هل سيبقى العلم العراقي مرفوعا في حال نفذت القيادات الكردية قرارها بالذهاب نحو الاستفتاء العام أو موضوع الانفصال، وهي مسألة تثير قلق الأتراك، لذلك سوف نرى في الساعات المقبلة تصعيد تركي مستمر، ورأينا ذلك في تصريحات الرئيس التركي".
وأضاف صالحة "الموضوع يحمل معه نقاشا شديدا حول بقاء العراق ووحدته الموجودة الآن، هل ستستمر أم لا، بغداد ترفض إجراء إقليم كردستان كما تركيا ترفض، وأعتقد أن الكثير من اللاعبين الإقليميين يبدون آرائهم، وهناك الموقف الإيراني المهم، وكيف ستتحرك إيران حول خطوات الإقليم الكردستاني، الموضوع أصبح أبعد من مسألة ضم كركوك لإقليم كردستان، بل سوف تناقش المسألة بشكل أوسع، وهناك نقطة مهمة، تتمثل في أن قضية كركوك وشمال العراق ومعركة الموصل بدأت تكون امتداد للملف السوري، سواء في الحرب ضد تنظيم "داعش" أو موضوع إعادة تشكيل المنطقة، لذلك أن النقاش سيكون أوسع وببعد استراتيجي جديد في الملفين العراقي والسوري."