وكشفت الصحيفة، أنه كان من بين عناصر طواقم طائرات الشحن التي نقلت عساكر من القوات الخاصة من مدن شرناق، ودنيزلي وهاتاي إلى أنقرة أثناء الانقلاب.
وذكرت الصحيفة أنه وفقا لاعترافات صاري، إن مجموعة من العسكريين أُرسلوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية لجلب معدات، قاموا بتسليمها فيما بعد إلى مركز القيادة بقاعدة آكنجي الجوية قبل الانقلاب. وجرى نقل العتاد عبر طائرة شحن من نوع إيرباص إيه 400إم أقلعت من مقر القيادة العليا الثانية عشر للنقل الجوي بمدينة قيصري، باتجاه واشنطن.
وأوضحت الصحيفة أن سنان صاري، كلف بمهمة شحن وجلب الأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 5 تموز/يوليو سنة 2016، و شارك 5 عناصر أخرون في هذه العملية.
وبينت الصحيفة أن هذه الاعترافات كشفت أكاذيب ياسين يوزباشي قائد الطائرة التي خرجت من تركيا باتجاه واشنطن في مهمة رسمية. وقد نفى يوزباشي خلال إفادته أي معلومات عن العتاد الذي أحضروه من الولايات المتحدة الأمريكية وادّعى أنه لم يكن له أي علم بعملية الانقلاب.
ونقلت الصحيفة، أيضا اعترافات يوزباشي ياسين، وقال: "في 14 من تموز/ يوليو، عدت من كندا ضمن مهمة عمل، وعند وصولي سمعت حديثا يدور بين زملائي في الوحدة مفاده أننا سنكلف بمهام كثيرة نهاية الأسبوع".
وأشارت الصحيفة إلى المساعي الحثيثة التي قام بها طاقم الطائرة لتسليم الحمولة في الموعد المطلوب، حيث كشفت التحقيقات أن الطاقم اضطر للبقاء في كندا لمدة أربعة أيام بسبب عطل في المحرك. وعند تعذر إصلاحها، تم إرسال طائرة دعم لنقل العتاد والتجهيزات التي جلبوها على الرغم من التكلفة الإضافية التي تطلبها الأمر، وذلك حسب ما ورد في وثيقة اتهام قاعدة آكنجي.
وأكدت الصحيفة أن الموظف في سكرتارية مقر قيادة القوات الجوية، علي دورمش قد بادر بزيارة القاعدة الجوية بديار بكر للتنسيق مع المسؤولين هناك حول سبل استخدام الطائرات الحربية إف-16 خلال عملية الانقلاب.
وكشفت الصحيفة أن مجموعة من الضباط الكبار قدموا خصيصا من اسطنبول إلى قاعدة آكنجي لتنظيم سير العملية الانقلابية يوم 15 تموز/ يوليو، من بينهم قبطان العمليات البحرية، أوزاي جودل بالإضافة إلى خالد جتين وفاتح آرك، اللذين فرا إلى اليونان.
وجاء في وثيقة الاتهام أن وحدات خاصة من الفرقة التي يشرف عليها أوزاي جودل قاموا بإطلاق النار على المواطنين قرب قاعدة آكنجي وتسببوا في مقتل تسعة أشخاص وجرح 104 آخرين.
وفي الختام، أوضحت الصحيفة أنه ومع تواصل توافد المواطنين وهتافهم وعدم امتثالهم للتحذيرات بفتح النار عليهم، أصدر أوزاي أوامر للقوات بإطلاق النار على أرجل المتظاهرين ثم صدورهم. وفي الأثناء، حاول بعض المنتسبين إلى جماعة غولن إغلاق مكبرات الصوت التي أذاعت صوت الأذان من مسجد "تاي توساش" القريب من المكان.
وتجدر الإشارة إلى أن يوزباشي شارك في عملية الانقلاب، حيث حلّق فوق أنقرة بطائرة استطلاع من نوع "غورين"، التي أقلعت من مدينة قيصري.
ورأت وسائل إعلام تركية وشريحة واسعة من المواطنين، أن المعلومات الجديدة تُثبت بشكل قطعي مسؤولية فتح الله غولن عن محاولة الانقلاب، وتؤكد وجود دور أمريكي في دعم المحاولة، على حد تعبيرها.
وتضمن تحقيق صحفي نشر في الصحافة التركية أسماء عدد من المهندسين والتقنيين الذين تم إثبات علاقاتهم القديمة بجماعة غولن حيث جرى تكليفهم بمهام تتعلق بمحال اختصاصهم ومنها السيطرة على بث الفضائية الرسمية لبث بيان الانقلاب وإسكات وسائل الإعلام والتحكم في شبكة الاتصالات والقمر الاصطناعي "تورك سات"، وجرى بث مقاطع فيديو تظهر المهام التي قاموا بها ليلة الانقلاب ولحظات هروبهم واعتقالهم.