وأعلنت الجبابلي أنّها اكتشفت وجود 22 طفلا في سجن معتقييه بالعاصمة الليبية طرابلس، و7 أطفال يتامى الوالدين، في مقر فرع الهلال الأحمر الليبي بمصراته، وكذلك 15 طفلا مع أمهاتهم في سجن مصراتة، تتراوح أعمارهم بين 15 يوما و13 سنة.
وأوضحت الجبالي أن العدد الكلي للأطفال بلغ 51 طفلا بعد معركة سرت، تم استرجاع بعض العائلات لأطفالها، وبقي إلى حد الآن 37 طفلا، مشيرة إلى أنّ وضعهم الإنساني صعب جدا.
وقال الخبير الدولي في شؤون الإرهاب باسل ترجمان، في تصريح لـ"سبوتنيك":
الأطفال التونسيون المحتجزون في ليبيا، هم غالبا أبناء لعائلات تورطت مع الجماعات الإرهابية في ليبيا، وجزء منهم متورط فيما يسمى بأشبال الخلافة، فـ"داعش" في سرت أجبر الأطفال على إطلاق النار وقتل معارضين له، بشبهة أنهم كفار.
وتابع "هم محتجزون لدى مجموعات إرهابية في طرابلس عند بقايا "فجر ليبيا" و"الجماعة الإسلامية" المقاتلة، وليسوا لدى حكومة فائز السراج، ولم يرجع أو تتسلم الحكومة التونسية أي طفل حتى الآن، هذا الكلام غير صحيح وغير دقيق، والوفد لم يلتق حكومة السراج، والحكومة التونسية لا علم لها بتحركاتهم".
وعن دور الحكومة التونسية قال باسل ترجمان: "الحكومة التونسية اتصلت عدة مرات بحكومة الوفاق الوطني، وكانت هناك تفاهمات لزيارة وفد تونسي، إلى ليبيا لبحث هذا الملف، والوفاق لا تملك لا معلومات ولا تفاصيل عن مكان وجهة الاحتجاز".
وأضاف أن "هنالك أشخاص من خلال علاقات مشبوهة مع أطراف ليبية، يقومون بمحاولات لاستغلال هذه الملفات لتحقيق مكاسب لصالح هؤلاء الليبيين وجلهم متهمون بالإرهاب وممنوعون من دخول تونس، وعلى سبيل الذكر لا الحصر، ملف الصحفيين التونسيين المختفيين في ليبيا منذ عدة سنوات نذير وسفيان".
وأكد ترجمان أنه "لا يوجد تفاوض بين الحكومة التونسية والأطراف الليبية"، مضيفاً "هناك مبادرة قام بها أحد الأشخاص، وسافر معه اثنين من حزب نداء تونس، لم يلتقوا الأطفال، وعادوا بجملة من المطالب أساسها قائمة من أسماء المطلوبين الليبيين يتم رفع الحظر عن دخولهم إلى تونس، وأولهم الإرهابي عبدالحكيم بلحاج، وهذا الأسلوب مفهوم بأنه ممارسة ضغط على الحكومة التونسية، من قبل جماعات إرهابية، من أجل فرض واقع والسماح لهؤلاء بدخول تونس".
وأضاف ترجمان "تونس تريد قناة رسمية ليبية تتعامل معها من أجل استعادة هؤلاء الأطفال، والمجموعات الإرهابية في ليبيا تستعمل الابتزاز للحصول على مكاسب كبرى من تونس، أولها أن تكون قاعدة تحرك لهؤلاء من وإلى دول أخرى، وهذا يشكل تهديدا للأمن القومي التونسي".
وتابع "نعلم جميعاً أن هؤلاء الموجودين في غرب ليبيا، هم الذين مولوا ودربوا واحتضنوا "داعش" التي نفذت عملية بن قردان، واليوم يحتضنون كل قادة الإرهاب التونسية وعناصرهم، وأولهم أبوعياض، وكل العمليات الإرهابية التي تمت في تونس من خلال منطقة الغرب الليبي المحاذية للحدود التونسية، التي كانت منذ سقوط القذافي تحت إشراف جماعة "فجر ليبيا" والعصابات الإرهابية التابعة لها".