وبيّن نائب رئيس جامعة بلاد الشام أن تدمير المساجد في سوريا خلال الأزمة كان ممنهجاً "لأنهم يعلمون أن وظيفتها في سوريا لم تكن حكراً على المسلمين وهذا ما علمنا إياه الرسول "صلى اللـه وعليه وسلم"، حينما استقبل المسيحيين مرتين في المسجد…عندما استقبل مسيحيي نجران والحبشة.
وأكد راجح أن الخطاب الديني في سوريا كان على قدر المسؤولية، وبلغ أعلى نسبة من الارتقاء بأدوات خطابه في ظل الأزمة، مضيفاً: لأننا نواجه عدواناً عالمياً من أهم أدواته تحريف الخطاب الديني. لذلك جاءت هذه المرحلة لتعلن أن أي خطاب دون المستوى العالي من الفهم لا يحقق المطلوب في الرد عليهم.
وأضاف: مهما بلغت نسبة تدمير المساجد، فسنعيدها ونعمرها من جديد مع مدارسنا وإنساننا وهذا سيكون من ضمن مرحلة إعادة الإعمار.
وشدّد راجح في محاضرة له ألقاها خلال المؤتمر على ضرورة بناء الساجد قبل المسجد، مشيداً بالعلمانية المتبعة في سوريا، وقال فيها: إنها مميزة باعتبارها منحت كل المواطنين حقهم بأن يعتقدوا ما يعتقدوا، كما أنها منحت المؤسسة الدينية حقها بأن تبدي رأيها في بناء الوطن، ومن ثم في ظل هذه العلمانية لا يوجد تدخل للمؤسسة الدينية بنظيرتها الرسمية.
وقال راجح: أنا سأتحدث عن نفسي كابن المؤسسة الدينية، إن خطبة الجمعة لدي لا تخرج عن الهم الوطني منذ بداية الأزمة وحتى الوقت الراهن، وهذا ما يسمى الخطاب الديني رغم أن البعض وجه لدي العديد من الملاحظات بأنه لا يمت للخطاب الديني بأي صلة فكان جوابي بل هذا هو الخطاب الديني الذي يجب أن يكون حاضراً في معالجة آفات الأمة.
وبيّن راجح أن مهمة المؤسسة الدينية هي توضيح المفاهيم ضارباً مثالاً كتاب فقه الأزمة باعتباره حصيلة آلام واستفسارات عديدة فوضع هذا الكتاب لتوضيحها، معتبراً أن كل المؤسسات لها دورها الرديف في المجتمع السوري من دون أن نصادر رأياً أو نقحم أنفسنا في مسائل لا تعنينا أو نفرض أنفسنا على أحد.
وأضاف راجح: إننا نعلن عبر منابرنا أننا من ضمن هذه التوليفة الوطنية، ولذلك فلنا الحق أن نغار على وطننا وأن نقوله لتحقيق الغاية المطلوبة للوطن.