لكن الهيدروجين هو غاز خطير للغاية وسريع الانفجار! واليوم يحتار العلماء من جميع أنحاء العالم حول كيفية تخزين ونقل الهيدروجين في حاويات تكفي لشحن على سبيل المثال سيارة. إن تخزين الهيدروجين ضمن أماكن ثابتة ولفترة طويلة هي عملية معقدة أكثر من تخزين أي غاز: حيث يتم تخزينه في شكل مضغوط وبشكل مسال ضمن اسطوانات وصهاريج.
ومن المفترض أنه من الممكن تخزين الهيدروجين ضمن كهوف ملحية تحت الأرض. ومن أجل ألا ينفجر الهيدروجين يتم تصنيع الاسطوانات من مواد متينة جداً بحيث لا يمكن أن يتسرب الغاز من خلالها، وبالتالي نحصل على حاويات إما ثقيلة وضخمة وإما باهظة الثمن. فيما يتعلق بمصنعي السيارات فقد سلكوا اليوم طريق تمتين ورفع كفاءة موثوقية نظم التخزين التقليدية لاسطوانات الغاز، حيث يتم تصنيع أغلفة خزانات الهيدروجين للسيارات التي تعمل على الهيدروجين من عدة طبقات من البوليمرات عالية المتانة ومواد الكربون.
هناك طريقة أمنة أخرى وذلك من خلال استخدام تقنية مختلفة تماماً، على سبيل المثال تخزين الهيدروجين في مركبات كيميائية. فالهيدروجين يكون متفاعل ضمن هذه المركبات ولا يمكن أن يتطاير من تلقاء نفسه، لكن في الوقت نفسه يمكن فصله ببساطة. وهنا تعتبر الهيدريدات- المواد الصلبة التي لا تتطاير (أي المساحيق)، التي تتشكل من قبل تفاعل بعض المعادن مع الهيدروجين- أكثر طريقة مناسبة لهذا الغرض. أما فيما يتعلق بمبدأ استخدام الهيدريدات كوسيلة لتخزين الهيدروجين فهو بسيط: تحت تأثير الضغط يلتقط المعدن الهيدروجين، بعبارة أخرى ينحل الهيدروجين في المعدن مشكلة مادة كيميائية جديدة.
إن أكثر المعادن استيعاباً والذي يمكن أن يتحول إلى هيدريد هو البلاديوم (حيث يتم استيعاب في حجم واحد من البلاديوم 900 حجم من الهيدروجين). وعلى الرغم من أن روسيا هي دولة رائدة عالمياً في مجال استخراج وإنتاج البلاديوم إلا أنه لا ينظر في موضوع استخدام هذا المعدن لتحويله إلى بطارية هيدروجين صناعية وذلك لأن المعدن ثقيل جداً ومكلف للغاية.
وقد وجد العلماء خلال سنوات عديدة من الدراسة والبحث بأن أكثر المعادن الواعدة التي يمكن استخدامها عملياً لتخزين الهيدروجين في الهيدريد هو المغنيسيوم. حيث يتمتع بكثافة منخفضة (4.5 مرة أخف من الحديد و1.5 مرة أخف من الألمنيوم)، والتكلفة منخفضة نسبياً ونظرياً يمكنه أن يتفاعل مع 7.66% من الهيدروجين لكل واحدة كتلة. ومع ذلك من الصعوبة بمكان تحقيق القيمة القصوى، وهذه المسألة يعمل العلماء في جميع أنحاء العالم على حلها.
وبالفعل فإن النتائج التجريبية التي حصل عليها علماء كراسنويارسك تقربنا من تصميم محرك يعمل على الهيدروجين الأمن.