وأضاف: فيما لا يشبع الصيارفة الفرنسيون من "رفاق" هولاند من استجرار الأموال، مبيناً أن الجوقة نفسها تصدح اليوم على إيقاعات تصريحات ترامب، و"كيماوي" خان شيخون، و"ضربة" الشعيرات.
وقال هاشم: إن الحماس يهيّج الجميع في باريس وعمان وأنقرة والرياض، و"النصرة" و"داعش" مطمئنتان إلى الدفء الجديد الذي تشيعه العودة للحديث بصوت عال عن "أولوية" و"أسبقية" و"ضرورة" و"حتمية" رحيل "النظام".. إلى آخر هذه المعجمية المدرسية المرهقة والمهترئة والمثيرة للشفقة من اختراعات "خبراء" وموظفي الدرجة الثالثة في الخارجية الأمريكية. على حد قول الكاتب نفسه.
وأكد أن المشكلة حقاً هي أن هؤلاء جميعاً ينتظرون ترامب "المخلّص" ويتوسّمون فيه خشبة الخلاص، وهم يغالبون أنفسهم محاولين التعاطي مع ما يدمدم به، على عجل، في مكالماته الهاتفية، وما توحي به تصريحاته المقتضبة والمشبعة بـ "التعاطف" والانفعال السريع، على أنه حقائق نهائية لا رجعة فيها.. كلهم يترقّب المعجزة التي تنتشلهم من الواقع المزمن للخيبة والإحباط، وكلهم يدغدغهم الأمل بأن يتجسّد الجنون أخيراً على شكل استراتيجية عملية تُحدث الانفجار العظيم "البيغ بانغ". على حد تعبير هاشم.
ويعتقد الكاتب هاشم أن الرئيس الأمريكي الجديد لا يستطيع- ولن يستطيع — أن يبقي فرنسا هولاند (ومن بعده ماكرون ربما!) على مسار القوة العظمى التقليدية "الرابحة"، حتى ولو كان هناك من يدبّر خفية لإيصال عميل أمريكي إلى الإليزيه.
واختتم الكاتب مقالته بالقول: بعد ستة أعوام على "الربيع العربي" المسروق والمختطف، تتجمّع في الأفق مؤشرات الربيع الحقيقي الذي سيبدأ مع الإعلان عن انتصار سوريا، ولكننا، إلى حد ما، إزاء المعطيات المدرسية ذاتها: هناك من يظن أن بوسعه مصادرة الحقائق الداهمة بالعمل على تصدير أزمته الداخلية.