وأشار إلى أن هذه الحرب تعلمنا الكثير من الدروس، ففيها "تحالفت أميركا وبريطانيا مع روسيا، مع أنهما لم تكونا من حلفائنا في الأساس، وذلك لمحاربة خطر النازية".
وشدد السفير الروسي على السياسة الروسية التي "تمد اليد حاليا لمواجهة خطر الإرهاب بغض النظر عن الخلافات الأساسية، لأن هذا التقارب لمواجهة خطر الإرهاب هو أمر إيجابي بالنسبة للجميع بما في ذلك للأميركيين والعرب والدول الإقليمية".
وأشار السفير الروسي إلى المحاولات التي جرت في الربع الأخير من القرن الماضي "لفرض الإرادة على الآخرين"، بما في ذلك "توسيع حلف الناتو بدعم أوروبي، ثم "الثورات الملونة لإسقاط الأنظمة"، مشدداً على أن "روسيا رفضت ذلك، ووقفت ضده، وهي لن تغير نهجها في هذا الصدد".
وتحدث زاسيبكين عن "محاولات تخريب الاوضاع في الشرق الأوسط وأوكرانيا، وإشعال الفتن"، متسائلا عما "إذا كان هذا الطريق إلى الفوضى الخلاقة سيستمر في المرحلة المقبلة".
وحول الوضع في سوريا، قال السفير الروسي "نحن نبذل جهودا للوصول إلى تسوية سياسية، وقد اتخذنا إجراءات، وهناك تنسيق مع السلطة والنظام في سوريا وحلفائه لتحقيق الأهداف التي طرحناها".
وشدد زاسيبكين على أن "روسيا دخلت إلى سوريا بهدف مكافحة الإرهاب، وليس لأهداف أخرى، كالصدام مع الولايات المتحدة وإسرائيل في سوريا، أما ما يتعلق بإسرائيل وسوريا والمقاومة (اللبنانية) فهذا أمر يتعلق بهم".
ورداً على سؤال حول أبرز المخاوف الروسية تجاه ما يحدث في المنطقة العربية، قال السفير الروسي: "نحن لا نخاف، ولكن نحن نرى مخاطر، مثل تقسيم سوريا، ومثلها محاولات في العراق وليبيا واليمن. الواضح أن المخطط كبير".
وأكد السفير الروسي أن بلاده لن تقبل بتقسيم سوريا، مشيراً إلى أن ذلك ينطلق من تجارب سابقة، كان فيها تقسيم الدول، وتفكيكها، مصدراً لنزاعات دامية، في إشارة إلى ما جرى في يوغوسلافيا السابقة. وأضاف أن "أخطر ما يمكن أن يحصل في المجتمع الدولي هو التقسيم. إن كل الجهود الروسية هي أن تبقى سوريا دولة موحدة ذات سيادة".
واعتبر السفير الروسي أن الغرب مسؤول عن الكوارث التي تحدث حالياً، لا سيما انتشار تنظيمي "القاعدة" و"النصرة" والفصائل الإرهابية التي "نعرفها بالأسماء".
ورداً على سؤال حول العلاقات الروسية- الأميركية، قال زاسيبكين إن "الإعلام الغربي بالغ كثيراً" في توقعاته، بهذا الخصوص، مشيراً إلى أن "الرهان على ترامب غير وارد حتى اليوم"، وأن ما يجري من اتصالات هو "حوار أولي، وتطوره غير واضح".
ورداً على سؤال بشأن الأوضاع الحالية في روسيا، وتوقعاته للمستقبل، قال زاسيبكين "لقد عشنا عدة مراحل، الأولى كانت في التطلع نحو الغرب فأدت إلى انهيار اقتصادي-اجتماعي- سياسي بين القوميات والإثنيات، ثم جاءت مرحلة العودة إلى القرارات الوطنية، وها نحن نمارسها منذ 17 عاماً مع الرئيس فلاديمير بوتين. وأما العلاقات القومية — الإثنية فتشهد تقدماً جيداً ونمواً للروح المعنوية في المجتمع الروسي، بما يشمل التشبث بالقيم الإنسانية وأهمها محبة الوطن".
وأشار إلى أن "الوضع الاقتصادي في روسيا شهد الكثير من الصعوبات، ولكننا نتجاوزها، في مجالات عدّة، ونتوقع نموا اقتصاديا في المرحلة المقبلة".