وأوضح العيفان، أن الشركة الأمنية الأمريكية، التي تعاقدت الحكومة العراقية معها للعمل على الطريق السريع الدولي الممتد من الرمادي وصولاً إلى منفذ طريبيل الحدودي مع الأردن، مرورا ً بالرطبة، هي استثمارية أيضا ً لتقديم الخدمات وتشييد محطات للوقود والاستراحة.
ويكون ذلك بالإضافة إلى العمل الأساس للشركة، أن تقوم بتأمين المناطق الواقعة يمين ويسار الطريق، مثلما ذكر العيفان، منوها ً إلى أن الشركة تباشر عملها في نهاية حزيران/يوليو المقبل من العام الجاري.
وعن عدد المقاتلين الذين سيتم تكليفهم بتأمين الطريق وعمل الشركة، أكد العيفان، كمرحلة أولى تحتاج الشركة من (4000-3000) مقاتلا ً من أبناء عشائر الأنبار — المتطوعين.
يشار إلى أن تنظيم "داعش" استهدف المناطق الصحراوية المحاذية للرطبة، مرات عدة منها مستهدفا مقرا عسكريا لسرية تابعة للجيش العراقي، على طريق منطقة عكاشات الفاصلة بين القضاء والقائم الحدودي مع سوريا، وأسفر عن مقتل 10 جنود، الأحد 30 أبريل/نيسان الماضي.
وطالب قائم مقام قضاء الرطبة، عماد الدليمي، الحكومة العراقية، في 27 إبريل/نيسان الماضي، بتعزيزات عسكرية، والإسراع بتفعيل الاتفاق مع الشركة الأمنية الأمريكية لتأمين الطريق الدولي مع الأردن.
وقال الدليمي في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" بالعراق، اليوم الخميس، إن صحراء الأنبار — ومنها الممتدة بين الرمادي مركز المحافظة، ومنفذ طريبيل الحدودي مع الأراضي الأردني، مرورًا بالرطبة نحو 400 كلم — هي الملاذ الأخير للتنظيمات الإرهابية، وهي غير مؤمنة.
وتابع الدليمي أن "هذا الطريق ليس مؤمنًا 100%، وهو معرض للاستهداف من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي، لعدم وجود كاميرات مراقبة وطيران مستمر فوق الطريق، ولا قوة متحركة على جوانب هذا الخط السريع الدولي وهو أيضًا لا يحده سور".
وشدد الدليمي على ضرورة إرسال تعزيزات عسكرية، والإسراع بتفعيل الاتفاق مع الشركة الأمنية الأمريكية، للعمل على الطريق نحو طريبيل، أو أن ترى الحكومة بديلًا عن هذه الشركة، أو أن يكون الحشد العشائري لمحافظة الأنبار هو القوة المحررة لهذه الأراضي الصحراوية ومنها المحيطة بالرطبة.
وقال الدليمي، في ختام حديثه: "حسبما سمعنا من رئيس الوزراء العراقي، إحالة الطريق إلى شركة أمنية أمريكية، لكن أين هي؟ يوميًا يُذبح العشرات على الطريق على يد "داعش" الإرهابي".
وأفاد مصدر أمني عراقي لمراسلتنا، مساء الأحد 23 أبريل نيسان/أبريل، بمقتل وإصابة وخطف جنود من أحد أبرز فرق الجيش، إثر كمين نصبه لهم تنظيم "داعش" الإرهابي في غرب البلاد.
وأوضح المصدر الذي تحفظ عن ذكر اسمه، أن التنظيم الإرهابي هاجم جنودا من الفرقة الأولى التابعة للجيش العراقي، على طريق منطقة الصكار شرقي قضاء الرطبة الحدودي مع الأردن، وأسفر عن مقتل وجرح نحو 16 جندياً.
وقال المصدر "إن الجنود كانوا في إجازة، يستقلون سيارتين مدنيتين كبيرتين الواحدة منها لـ14 راكباً، وليس مع رتل عسكري محمي، وصادفوا في الطريق نقطة وهمية نصبها تنظيم "داعش" لهم مستغلاً سوء الأحوال الجوية في الرطبة "غربي الأنبار غرب العراق"، وكأنه يعلم بأنهم سيمرون من هنا".
وتابع، "هاجم تنظيم "داعش" السيارتين بمختلف أنواع الأسلحة، وخطف أيضاً 10 جنود خلال الهجوم، واقتادهم إلى جهة مجهولة".
وكشف مصدر محلي آخر لمراسلتنا، الثلاثاء 25 نيسان/إبريل، أن تنظيم "داعش" الإرهابي، نقل الجنود الـ10 الذين اختطفهم، إلى قضاء راوة أحد آخر معاقل التنظيم غربي الأنبار في غرب العراق.
واللافت أن القوات العراقية حررت قضاء الرطبة بالكامل من سيطرة تنظيم "داعش"، في أيار/مايو 2016، ضمن عمليات استعادة كامل مدن الأنبار التي تشكل وحدها ثلث مساحة العراق.
ويذكر أن مجلس الوزراء العراقي صوت في جلسته المنعقدة، الثلاثاء 28 آذار/مارس الماضي، على تأمين الطريق الدولي الرابط من بغداد إلى الحدود الأردنية، بعد دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية لبناء المنفذ الحدودي في طريبيل كجزء متمم لمشروع الطريق الدولي.
وخسر تنظيم "داعش" الإرهابي، أغلب مناطق سيطرته في العراق ومنها في نينوى، ومحافظة الأنبار التي تشكل وحدها ثلث مساحة البلاد، وما تبقى له من سيطرة فيها فقط أقضية حدودية محاذية للأراضي السورية، وهي عانة وراوة والقائم.