وتأتي تسمية الجامع من بردة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الموجودة بداخله، والتي أهداها النبي للتابعي أويس القرني، بحسب وكالة "الأناضول".
وقال حفيد التابعي أويس، من الجيل الـ59، باريش سامر، الذي يتولى مهمة الحفاظ على البردة، في حديث لوكالة "الأناضول"، من داخل جامع الخرقة الشريفة الواقع في حي بالاسم نفسه، في منطقة "فاتح" في إسطنبول، إنه يتم الحفاظ على البردة التي ارتداها النبي ليلة الإسراء والمعراج، منذ زمن النبي إلى الوقت الحاضر.
وأضاف أن البردة انتقلت للتابعي أويس القرني عقب وفاة النبي محمد، عن طريق الصحابيين علي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب، اللذين التزاما بوصية النبي في هذا الخصوص.
وأشار إلى أن "أويس القرني، ذهب إلى المدينة من أجل رؤية نبينا عليه الصلاة والسلام، إلا أنه لم يستطع رؤيته لأنه كان في معركة تبوك، وعاد أدراجه إلى اليمن مضطراً من أجل أمّه المريضة التي كان قد وعدها بالعودة".
ولفت إلى أن النبي قد أوصى مقابل ذلك بإعطاء بردته إلى أويس القرني خلال رحلته بليلة الإسراء والمعراج، وقد التزم الصحابيان بالوصية، وانتقل أويس القرني فيما بعد إلى شمالي العراق، واستشهد في معركة صفين عام 657 بجانب الصحابي علي بن أبي طالب.
وأوضح أن البردة انتقلت بعدها لشقيقه، ومنذ ذلك الحين وصلت إلى يومنا الحاضر عن طريق 59 جيلاً من أحفاد التابعي أويس القرني.
وأفاد سامر أنه يتم الحفاظ على البردة داخل الغرفة التي تُحفظ فيها في جو خاص، ولا يتم إخراجها منها منذ افتتاح الجامع قبل أكثر من 160 عاماً، والبردة الشريفة مصنوعة من الكتان والقطن والحرير.
وأشار إلى أن البردة يتم الاحتفاظ بها داخل قسم زجاجي معزول عن الهواء، وأنه يتم الحفاظ على نسبة الرطوبة ودرجات الحرارة بداخله بشكل يتناسب مع مناخ الجامع.
ونوه بأن بلدية إسطنبول ترعى الحفاظ على البردة الشريفة منذ 3 سنوات.
وأكد أنهم سوف يفتتحون المكان أمام الزوار لمشاهدة البردة اعتباراً من الساعة 10:00 من صباح يوم الجمعة المقبل، مبيّناً أن مواعيد الزيارة خلال أيام الأسبوع سوف تكون من الساعة 10:00 وحتى 18:00 ونهاية الأسبوع من الساعة 09:00 إلى 18:00 وليستمر ذلك حتى عصر اليوم الأخير من رمضان.
ولفت إلى أن عدد زوار البردة بشكل عام يتجاوز المليون شخص سنوياً، وأكثر الأيام ازدحاماً هو ليلة القدر، حيث يسمح بزيارتها في تلك الليلة حتى آذان الفجر.
وأوضح أن الزوار سوف يتمكنون من مشاهدة شعرات من لحية النبي إلى جانب قميص داخلي له، بالإضافة إلى أستار الكعبة وقبعة وحزام للتابعي أويس القرني.
وأشار سامر إلى أن قادمين من سيبيريا وإفريقيا وشبه الجزيرة العربية والولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأقصى هم من بين زوار البردة الشريفة، مؤكداً أنه تم تخصيص مصعد خاص بالمعاقين الذين يرغبون بمشاهدة البردة.